اتصلت عليّ تشتكي وتئن وتنوح وتتهم الجميع بالتآمر عليها، حيث إنها مختلفة مع زوجها ومع والدتها ومع إخوتها ومع خادمتها ومع مديرتها وزميلاتها في العمل، وبدون تأمُّل وإعمال عقل، قطعت بأنها هي سبب المشاكل ! وللأسف أن البعض لديه استعداد كبير لافتعال المشكلات وإيقاد النيران وهؤلاء الشريحة يتحلّون بعدة صفات منها:
1 - أنهم مصدر وحيد للمشكلات، فإذا وجدت المشكلات قد تفشّت في إدارة أو في أسرة أو حي وكثر فيها القال والقيل، فابحث عن اثنين أو ثلاثة فهم من أثار الفتنة وأوقد النيران!
2 - افتتانهم بالنميمة وحبهم للإيقاع بين الناس ونقل ما يسمعونه لكل الأطراف، وهم كذلك لا يتورّعون عن الغيبة وأكل لحوم البشر، فهم فاسدو الظنون، كاذبو الحدس، كثيرو التخيلات لا يُعتد بحديثهم ولا يستأنس بآرائهم,، لا تزال الضوضاء مرمى أبصارهم، لذا لا عجب إن أيقظوا له رأيهم، وأسهروا له قلوبهم.
3 - عشقهم العجيب للفتن وتعريض الآخرين للمشكلات متبعين في هذا أحد قوانين (تشيشولم) العجيبة الذي يقول: في أي وقت ترى فيه أنّ الأمور تسير بصورة حسنة فهذا يعني أنك قد نسيت شيئاً ما!
4 - لا يعجبهم أحد ولا يرضيهم شيء ولا تقنعهم فكرة فالذهب عندهم طين والشهد علقم.
ومن يكن ذا فم مر مريض
يجد مراً به الماء الزلال
هوايتهم النقد والبحث عن مَوَاطن الخلل وتتبُّع نقاط الضعف، فهم يتعقّبون الخطوات، ويراقبون الحركات والسكنات ويحصون الأنفاس يقولون في الأمور بالظن، ويقذفون بالغيب، ويرجمون بالظنون، إضافة إلى تميُّزهم بالعجلة والاندفاع وسرعة إطلاقهم للأحكام.
والسؤال الأبرز هو كيفية التعامل مع هؤلاء البشر, وإليك ما أراه مناسباً للتعامل مع واحدهم:
نبّه على الجوانب الإيجابية في المشهد السلبي الذي ينقله لك، ولا تنجرف مع تهويله ومبالغته واحرص على التثبّت من أحاديثه، وإذا ما حدثك عن أحدهم بسوء فأوقفه بحزم حتى وإن اضطررت لنهره موضحا له أهمية حسن الظن وإذا ما أتى ممارسا هوايته وقد حمل إليك حزمة من المشكلات فلا تدعه يذهب قبل أن يقدم لك لعله في المستقبل يستثقل ممارسة تلك الهواية السيئة!
ومن الوسائل الفعّالة عندما يأتيك أحد هؤلاء يشتكي من آخر وقد رفع عقيرته صائحاً نائحاً زاعماً أن لديه علامات واضحة، وشواهد صادقة، ودلائل ناطقة، وبراهين ساطعة. فاحذر التفاعل معه واسأله سؤالاً مباشراً مفاده: هل واجهت صاحبك وناقشت موطن الخلاف معه ؟ فإذا ما أجاب بالنفي فلا تكمل حديثك معه وحثه على التواصل مع خصمه وتسوية الأمور معه، ومن الطرق التي تصنّف على أنها آخر العلاج هي عزل تلك الشخصيات التي تثير المشكلات عن الآخرين ما أمكن، تحجيماً لشره وحفاظاً على وحدة الصف.
ومضة قلم
إذا لم يكن في حوزتك غيـر مطرقة فستتعامل مع أي شيء على أنه مسمار!
khalid1020@gmail.com