رحم الله عاشق الرياض وأميرها سطام بن عبدالعزيز، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد معاناة مع المرض لتطهيره -إن شاء الله - من الذنوب وتعظيم الأجر من عفوّ غفور ودود.

كان الأمير سطام بن عبدالعزيز خلال سنوات عمله نائباً لأخيه الأمير سلمان في إمارة الرياض، يعمل بدأب وإخلاص، وتتحقق الإنجازات تباعاً على نحو جعل الرياض في عهد الأميرين سلمان وسطام عروساً تباهي مثيلاتها من المدن العالمية المتطورة الحديثة.

لقد شرفت بمعرفة الأمير سطام بن عبدالعزيز عن قرب، وتم لي الاحتكاك به في كثير من النقاشات التي تفرضها أجواء العمل، سواء في الوظيفة العامة من خلال عملي في الهيئة العامة للغذاء والدواء، أو على صعيد العمل الخيري، وكان في كل اللقاءات رجلاً إدارياً حذقاً وحازماً، بل إنه يرفع دائماً سقف التطلعات بما يحقق حسب تعبيره -يرحمه الله - القدر الأفضل والأجدر لكل فكرة أو مشروع قيد التنفيذ.

ومنذ أن تولى الأمير سطام -يرحمه الله - إمارة الرياض وهو يقود دفة العمل فيها بإخلاص مستكملاً عمل أخيه الأمير سلمان ولي العهد، كما باشر تدشين وإرساء العديد من المشاريع فيما يخص تخفيف الازدحام الملحوظ في طرق وشوارع مدينة الرياض، وذلك من خلال اهتمامه بمشاريع النقل الأرضي عبر القطارات والأنفاق ومحطات الحافلات بما سيسهم في تيسير الحركة المرورية، ويفك اختناقاتها الظاهرة. كما أنه - يرحمه الله - قد اتخذ العديد من القرارات الحازمة التي نظمت دخول الشاحنات الكبيرة للمدينة في غير أوقات الذروة، بل إن الناظر لمدينة الرياض خلال العام الماضي والعام الجاري سيلحظ أنها غدت ورشة عمل في معظم الطرق والأنفاق والميادين، بما يعني إضافة الجديد وتجديد القديم. ويُضاف إلى ذلك تشجير المدينة وتوسيع رئتها الخضراء للحد من تفاقم التلوث في هذه المدينة الشاسعة.

والأمير سطام - لمن لا يعرفه - رائد في أعمال الخير ودعمها، كما أنه إداري بارع، يؤمن بتفويض الصلاحيات وعدم المركزية في عمله.

وهو إلى ذلك كله إنسانٌ قريب إلى النفس بتواضعه وسماحة خلقه وسعة صدره؛ ما أكسبه محبة الجميع.

رحم الله الأمير المثقف سطام بن عبدالعزيز، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه وأبناءه وأبناء وطنه الصبر والسلوان.

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

- الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء