في النهائي الكبير الذي جمع البطل الهلال مع منافسه التاريخي النصر أبى الهلاليون إلا أن يمارسوا حقهم المشروع بالفوز بكاس ولي العهد وهي بطولة أصبحت بالتخصص أحتكار هلالي..
البطولة الأخيرة لها مذاق خاص فهي جاءت في الوقت المناسب في مرحلة يعيش خلالها الفريق مرحلة (إنعدام وزن )تسبب في ابتعاد الفريق مؤقتاً عن المنافسة على لقب بطولة الدوري، كما أن فوز الهلال قد أحبط عودة النصر لعالم البطولات وأجلها لوقت غير مسمى، وقد تحدث قريباً ولكن ليس أمام الهلال..!
المكتسبات الهلالية من هذه البطولة متعددة لعل أهمها الدخول للمعترك الآسيوي مساء الأربعاء القادم والفريق في أحسن حالاته الفنية والنفسية وهو يواجه العين الإماراتي وهي البطولة الأهم بالنسبة للهلاليين بعد أن (شبع) من البطولات المحلية التي أصبحت تخصص هلالي ينفرد به عن غيره من بقية الفرق السعودية..
النهائي الكبير أعاد للملاعب السعودية الحياة بعودة الفريق الكبير النصر الذي بعودته يعود التوازن للمنافسات المحلية سواء من الناحية الفنية أو الجماهيرية فغياب النصر ليس في صالح الكرة السعودية فإستمرار المنافسة بين الأندية الكبيرة يساهم بشكل مباشر في تطور الكرة السعودية وولادة النجوم عادة في مثل هذه المواجهات وتثبت أقدامها مع النجومية من خلال هذه الديربيات والتي افتقدناها طويلاً خاصة ديربي العملاقين النصر والهلال..
النهائي الكبير ظهر على أحسن ما يكون رغم أن الإثارة حضرت في آخر ثلاث دقائق من الوقت الإضافي الثاني لكنها كانت لقطة ختام مثيرة بين العملاقين اللذين كانا في مستوى الحدث وأمتعا الجماهير الكبيرة والتي هي النجم الأول للنهائي حيث ظهر الكرنفال في أبهى صورة بحضور ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز..
شكراً لنجوم الفريقين على الإمتاع والإثارة وللجماهير على الروح الرياضية والتي كانت سمة الجميع في النهائي..
*- نوافذ:
- في النهائي الكبير كان كل شيء رائعاً التنظيم والحضور الجماهيري والمباراة التي أكدت أن الكرة السعودية يمكن أن تعود للزعامة في ظل ارتقاء مستوى المنافسات المحلية وتقارب المستوى وتعدد الأبطال..
- استحق الهلال الكاس عطفاً على ما قدمه في المباراة النهائية، كما أن النصر استحق الإشادة على ماقدمه وخسارته لا يمكن أن تقلل من تميزه هذا الموسم ويجب أن تكون دافع له لمواصلة المنافسة على البطولات..
- المباراة النهائية حفلت بالكثير من الأخطاء المتبادلة بين مدربي الفريقين لكن كانت أخطاء كارينيو قاتلة؛ سواء في التغيير أو حتى تكليف اليوناني بتسديد ركلة ترجيحية..
- يبدوا أن الضغوط لم تؤثر على لاعبي النصر فقط فالمدرب كارينيو خطط وتعامل مع المباراة تحت تأثير ضغط شبح الخسارة وهو ما حدث..!
- ورغم ذلك يبقى المدرب كارينيو من أفضل المدربين الحاليين بالدوري السعودي وتجديد عقده قرار لا يحتمل التأخير فما قدمه من عمل كبير يستحق التقدير.
- الفوز بالنسبة للهلال يجب أن يكون ذا أثر إيجابي وهو يواجه العين الإماراتي في بطولة آسيا مع التأكيد أن الفريق لازال يحتاج لعمل كبير لعودة الزعيم لوضعه الطبيعي.
- خسارة النصر يجب أن تكون دافعاً له للتعويض في البطولات القادمة فهو خسر بشرف وستكون مباراة العربي الكويتي القادمة فرصة لاستعادة التوهج والانطلاق من جديد.
- لازال تساقط المدربين مستمراً في الدوري السعودي والضحية الجديدة مدرب الإتحاد الإسباني كانيدا أين الخلل: هل هو في المدربين أم في اللاعبين أم في إدارات الأندية بسبب سوء الاختيار أو عدم تحمل مسئولية الإخفاق..
- أي مدرب مهما كان تاريخه لن يستمر أكثر من موسم ما لم تكن بيئة العمل مثالية وتساعد على النجاح..
- لازال الفتح يواصل تميزه وهو المستفيد الأول من جولة نتائج الأسبوع الماضي فوسع الفارق مع أقرب منافسيه لسبع نقاط والفوز في أربع مباريات من ست قادمة كفيلة بحسم اللقب قبل ختام الدوري..
- لقب كأس ولي العهد أنصف جهود رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي تعرض لضغوط كبيرة في الأسابيع الأخيرة.
- في المقابل خسارة كأس ولي العهد لم تنصف رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي وخصوصاً هذا الموسم الذي قدم فيه عملاً متميزا يستحق عليه التقدير ووقفة كافة النصراويين معه في المرحلة القادمة..
- أحداث المباراة النهائية أكدت أنها لم تكن المباراة المناسبة لعودة الحكم المحلي وبالتالي كان قرار أتحاد القدم موفقاً بالاستعانة بالحكم الأجنبي الذي رغم أخطائه، إلا أن قراراته لا تفسر لأمور أُخرى..!
- يبقى النجم الخلوق محمد الشلهوب نجم استثنائي في تاريخ الهلال بعد أن وصل لرقم قياسي من البطولات مع الهلال يستحق التكريم عليه.
alzamil@cti.edu.saللتواصل تويتر Abdulkarim Alzamil