باستثناء أنها جاءت هذه المرة لتحمل اسما مهما وغاليا له مكانته العالية المرموقة في قلوب وعقول المواطنين عامة والرياضيين بشكل خاص, وهو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير المحبوب والشخصية الشعبية الفذة سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله, إلا أنها في مفهومها الكروي وحجمها التنافسي خبر قديم, نعم هي كذلك حين يستمر الهلال لستة مواسم متتالية بطلا لهذه الكأس فلا جديد في الموضوع غير أنه أضاف لرصيد بطولاته رقما جديدا يؤكد زعامته ويجسد حقيقة تفرده..
اللافت والمثير والجدير بالحديث عنه والإجابة عليه هو: لماذا احتكر الهلال بطولة مهمة كهذه, هل بسبب قوته وتفوقه أم ضعف في منافسيه؟ لو أخذنا بطولته الأخيرة كنموذج سنجد أنها تحققت في وقت يرى فيه الهلاليون أن فريقهم يعاني الكثير فنيا, كما أنه سيلتقي فريقا منافسا مستقرا متحفزا يمر بأفضل حالته, لكنه رغم هذا فاز وقبل ذلك ظهر في المباراة بمستواه الطبيعي المعروف عنه, وقدم بكل كرم وطيب خاطر مهر بطولة أثبتت أنها هي من تعشقه وتخطب وده..
الأكيد أن الهلال لديه مشكلة وقد تكون ميزة في نفس الوقت, فجماهيره لا تسمح له بالتريث والتقاط الأنفاس أو ما تسمى مرحلة تأمل ومراجعة وإعادة ترتيب أوراق, البطولات شرط أساسي لكسب رضا جماهيره, لذلك رأى الكثيرون أن خسارته من الشباب قبل أربعة أيام من النهائي وتضاؤل حظوظه في الدوري قد جعلت قرار إحرازه لبطولة الكأس في مخيلة مسيريه ونجومه ومدربه وأعضاء شرفه أمرا حتميا وإلا سيتحول الموسم الأزرق بالنسبة لهم ولجماهيرهم العريضة إلى عاصفة جارفة يصعب احتواؤها والتصدي لها..
مبروك للهلال إدارة ولاعبين ومدربين وجماهير وأعضاء شرف بطولة أنصفت تألقه وكشفت من جديد سر زعامته..
نصر فيصل وصل
قبل المباراة كتبت «خسارة النصر يجب ألا تلغي نجاح المدرب وتطور الفريق وجهد الإدارة» .. هذا بالضبط ما قاله العقلاء والمنصفون وحتى الهلاليون بعد المباراة, نصر كارينيو وفيصل بن تركي والعنزي وغالب والزيلعي والسهلاوي حضر وبرع وأبدع في هذا الموسم ليقدم نفسه كفارس يجيد الوصول إلى القمة, هو في النهائي شريك الهلال في كل شيء في الجماهيرية والإثارة والمتعة, ساهم معه في تقديم لوحة كروية سعودية مبهرة مبهجة ذات قيمة فنية غنية وروح رياضية عالية..
ليس تقليلا أو انتقاصا من الآخرين, لكن عندما يحين مساء الهلال والنصر وبينهما بطولة فبالتأكيد نحن أمام كرنفال كروي غير عادي, له نكهة خاصة ومذاق مختلف, شاهدنا وشاهد العالم نهائي يفتح النفس ويعيد للكرة السعودية ومنافساتها شيئا من وهج الزمن الفاتن, منح النصراويون حق الإمعان بواقع الفريق الأصفر ومتى وكيف ومن أين يستدعي هويته وهيبته وعنفوانه بلا تسطيح ولا تهويل أو تأزيم أو تقزيم لنفسه أو تشكيك بتميز وتفوق منافسيه..
شكرا لنصر نتمنى أن يواصل حضوره ليكون من كنوز وصناع ومنتجي كرة الوطن التي نحلم بها بعد سنوات انتظار مؤلمة قاسية ومحبطة.
اتحادنا على الرف
بعد مضي أكثر من شهرين على استلام مهام عمله, من يدير اتحاد الكرة فعليا؟ المجلس الجديد المنتخب أم اللجان القديمة التابعة له؟ ماذا عن الجمعية العمومية وأين هي من ممارسة دورها القانوني والتشريعي؟
ما حدث في الفترة الماضية وفي قضايا شائكة تهم الكرة السعودية أندية ومنتخبات يؤكد أن عمل المجلس مؤجل ومعلق حتى إشعار آخر, وكأن المجلس المؤقت ما زال قائما طالما أن الحل والربط بيد لجان المجلس السابق, وهنا تكمن المشكلة والأزمة الحقيقية, ففي الوقت الذي يفترض أن يكون المجلس الحالي هو المسئول والمعني مباشرة في كل ما له علاقة بالكرة من خطط وبرامج وأفكار وقرارات, نجد أن هذه كلها مجتمعة تطبخ وتصاغ تبدأ وتنتهي بعيدا عنه, وفي مكاتب لجان تظل رسميا وواقعيا غير مسئولة عن أي خلل أو تقصير, وبالتالي هي في مأمن عن أية محاسبة أو مساءلة أمام أية جهة كانت وتحديدا الجمعية العمومية المغيبة أصلا..
لاحظوا حجم التناقض في أداء المجلس ومهام اللجان في القضيتين الأخيرتين شكوى لجنة مكافحة المنشطات ضد عبدالغني وتسجيل البديل لايوفي لاعب النصر اليوناني انجيلوس, ففي الأولى لا حس ولا خبر رغم مرور أكثر من شهر على تقديمها, الكل يتحدث عنها ويدلي برأيه فيها بينما تغيب عنها تماما لجنة الانضباط ومعها اتحاد الكرة الذي يبدو أنه اختار لملمتها وتحويلها إلى سلة المهملات لمجرد أن الجهة المتضررة وصاحبة الشكوى ليست من أندية الألسن الطويلة, في حين اختلف الوضع تماما في تسجيل انجيلوس فقد استنفر الجميع طاقاتهم وعلاقاتهم من أجل حسم الأمر بأسرع وقت ممكن وهذا ما تحقق بالفعل, غير ذلك سمعنا توضيحات وتصريحات وبيانات عديدة من رئيس وأعضاء لجنة الاحتراف واتحاد الكرة منذ اليوم الأول, الأمر الذي أوقع اللجنة في حرج التناقض بين تصريح وآخر..
أي متابع سيكتشف بسهولة أن هنالك فوضوية وسوء تنظيم في شكل ومضمون وأسلوب إجراءات وقرارات اتحاد الكرة, والسبب يعود إلى أن اللجان القديمة المشكلة بالتعيين هي من تدير الاتحاد الجديد المنتخب, وما لم يتعدل الوضع فيمارس كل تخصصه وصلاحياته سواء كانت اللجان أو مجلس الاتحاد فمن البديهي أن يقع الاتحاد بأخطاء فادحة نخشى أن تكلف كرتنا داخليا وأمام الفيفا والجهات الدولية الأخرى الشيء الكثير..
· سعدت كثيرا بتألق أحد وجوه الهلال المضيئة والظاهرة سلوكا وخلقا وأدبا وعطاء وتربية النجم محمد الشلهوب, كان الأبرز والأميز في النهائي وأهم صناع الإنجاز الهلالي.. ربي يوفقه ويحفظه ويرحم والديه مثلما كانت أمنيته وطلبه في عز فرحته بالدعاء لهما..
· قدم المدافع البرازيلي اوزيا مستوى كبيرا وأثبت أنه صفقة هلالية ناجحة.
· أما حارس النصر البارع والسد المنيع عبدالله العنزي فأعاد لنا في النهائي شيئا من تاريخ العملاق محمد الدعيع..
· كل النجوم هنا وهناك يتعرضون لأشكال الاستفزازات الجماهيرية والإعلامية تصل أحيانا إلى الإساءات الشخصية التي لا يقرها إنسان عاقل لكن لا يعني هذا التجاوب معها بأسوأ وأبشع منها كما فعل المصري حسني عبدربه أثناء نزوله من المنصة..
· أخيرا الحرف للشاعر سليمان الشدوي وأحلى كلام في وصف إنجاز الهلال:
إلا الزعيم الآسيوي وتوأمه كأس الأمير...... احلف يمين إنك ما تقدر يا الربيعة تفصله..
abajlan@hotmail.com