كتبت مراراً وتكراراً عن قضايا المرور وهكذا فعل غيري من الكتاب في كل صحف المملكة، ولعل الدافع لاهتمامي بهذا الموضوع أنه يمس حياة الناس كافة ويشكل اليوم هاجساً لكل مواطن ومقيم، فلو سألت أي شخص عن مشكلات الحياة اليومية في الرياض لكان الجواب هو: المرور والسير والزحام والتحويلات الكثيرة والرعب من الحوادث التي أصبحت بها المملكة على رأس قائمة الدول الأكثر حوادثاً.
والمشاهد أن أزمة المرور تتفاقم ولا تتراجع فإذا كان نظام ساهر وجد لضبط المرور وردع المخالفين فإن ضعف انتشار هذا النظام واقتصاره على مناطق محددة من مدينة الرياض جعل المناطق الأخرى تشهد انفلاتاً وتجاوزاً غير مسبوق، لأن ساهر غير موجود في تلك المناطق.
إن الأمل أن تعطى مسألة المرور اهتماماً أكبر وأن تجعل على رأس الأولويات فهي تتصل بحياة الناس فأعداد الذين يموتون بسبب حوادث المرور كبيرة والذين يصابون إصابات بالغة أيضاً أعدادهم كبيرة والذي نشاهده جميعاً أن الأمر يسوء ولا يتحسن والانفلات يتفاقم ولا يتراجع.
إن هذا الكلام الذي أسطره هنا لا أوجهه إلى إدارة المرور بعينها لأني أعرف أنها ليست المسوؤلة وحدها فهناك جهات كثيرة تتحمل المسؤولية مثل وزارة المواصلات ووزارة التربية والتعليم ووزارة الشئون الإسلامية وأمانات البلديات، جميعها تتشارك في هذه المسؤولية ويجب أن تتحمل مسؤوليتها مع إدارة المرور لوقف ما نشهده في الرياض من تجاوزات خطيرة.