|
تقرير - عبدالله الحنيان:
البداية
تسلَّم مدرب فريق الهلال المدرب الكرواتي «دالاتش زالاتكو» زمام قيادة الدفة الفنية في فريقه قبل شهر من الآن بعد إقالة المدرب السابق «انتوان كمبواريه»، الذي أقيل على خلفية مستويات ونتائج محبطة، مر بها الفريق على الأصعدة كافة، بما فيها الآسيوي، أنهاها بالخسارة من فريق النصر في الدوري بهدف يتيم.
قربه من الفريق
ولكون «زالاتكو» مدرباً للفريق الأولمبي الأزرق ومتابعاً للفريق الهلالي الأول وضعت إدارة الهلال الثقة به مؤكدة أنها ضد تغيير أي مدرب في منتصف الموسم؛ لما في ذلك من سلبيات كبيرة، مستشهدة بخطوتها في الموسم الماضي بعد إقالتها الألماني «توماس دول»، إلا أنها قبلت تغيير «كمبواريه» بـ»زالاتكو»؛ كون الأخير قريباً من الفريق الأول، وعلى اطلاع كامل بمستويات اللاعبين والمنافسة بشكل عام.
عودة الروح
حدث ما تمناه الهلاليون بعد إقالة المدرب الفرنسي «كمبواريه»؛ حيث عادت الروح للفريق، وساهم في ذلك قرب المدرب الجديد من اللاعبين. ونجح «زالاتكو» في أن يقود الفريق لتخطي عقبة الفيصلي في الدور نصف النهائي لكأس ولي العهد، وكان الانتصار بداية لهلال جديد، خاصة بعد أن استعاد المدرب الثقة في النجم الموهوب محمد الشلهوب. ولم يكن الفوز أمام الفيصلي مجرد محطة فقط للتأهل، لكنه كشف ملامح فريق المستقبل، بعد أن كان يلعب في عهد كمبواريه بلا هوية.
التبرير بضيق الوقت!!
وفي مباراتي الفريق الدورية أمام فريقي الشعلة والشباب عادت الأخطاء الدفاعية التي كان يعاني منها الفريق مع المدرب السابق مجدداً، وتلقى الفريق الهلالي خمسة أهداف جملة واحدة، وضعت المدرب الجديد في موقف محرج قبل ملاقاة فريق النصر في المباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد، وأبدت جماهير الفريق استياءها الكبير من هذه الأخطاء، وطالبت المدرب بوضع حد لما يحدث في خطوط الفريق الخلفية. ولعل ما زاد من خوف الهلاليين على مستقبل الفريق هو تأكيدات المدرب أن «الوقت لن يسعفه لأن يغير شكل الفريق بالكامل؛ كونه جاء في منتصف الموسم»!
الشلهوب يزيد من وهج الفريق هجومياً
في الوقت الذي كان يعاني فيه الفريق الأزرق دفاعياً واصل خطه الهجومي تميزه الذي كان عليه منذ بداية الموسم، وساهمت عودة صانع الألعاب في الفريق محمد الشلهوب للتشكيلة الأساسية في أن تزيد من قوة الفريق هجومياً في ظل الحضور التهديفي المميز لمهاجم الفريق وقائده ياسر القحطاني الذي سجل في كل المباريات التي أشرف بها «زالاتكو» على الفريق الأزرق، على العكس من زميله البرازيلي «ويسلي لوبيز» الذي واصل صيامه عن التهديف حتى بعد تغيير المدرب!!
تخوف هلالي
دخل الزعيم المباراة النهائية أمام النصر بحظوظ أقل - على غير العادة - وذلك للتطور الكبير في مستوى منافسه النصراوي في الفترة الأخيرة، الذي قابله تذبذب في مستويات الهلال وضعف واضح في خطوطه الخلفية، وكان أمل محبي الزعيم هو أن يتعدل الحال، ويظهر هلال زالاتكو بمستوى أفضل ليفوز بالبطولة، ولتستمر الهيمنة الهلالية على لقاءات «الديربي» مع منافسه النصراوي.
عودة التنظيم وبروز ثلاثي
ظهر الهلال أمام النصر أكثر تنظيماً في الجانب الدفاعي، وساهم في ذلك المستويات الكبيرة التي قدمها مدافع الفريق البرازيلي «أوزيا» والروح العالية التي لعب بها المباراة، وكذلك عودة مدافع الفريق ماجد المرشدي بعد الانتقادات الكبيرة التي واجهها زميله عبدالله الزوري في مركز خط الدفاع؛ على خلفية الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها اللاعب في مباراة الفريق أمام الشباب.
أما على الصعيد الهجومي فقد استمر نجم الفريق «محمد الشلهوب» في تقديم نفسه بشكل جميل، واستطاع قيادة خط وسط الهلال للسيطرة على مجريات اللقاء، إضافة إلى المجهودات الكبيرة التي قدمها ياسر الشهراني ونواف العابد بعد نزول الأخير في شوط المباراة الثاني.
نجاح نسبي!!
فاز الهلال في المباراة النهائية، وتحقق ما كان يتمناه «زالاتكو» وأنصار فريقه، واستمرت السطوة الهلالية على البطولات، وأبدت الجماهير الهلالية رضاها المبدئي على عمل المدرب الجديد؛ حيث أنسى المستوى الجيد جداً الذي ظهر به لاعبو الفريق أمام النصر الجماهير الأخطاء التي وقع بها لاعبو الفريق في المباريات التي سبقت المباراة، كما أوقفت البطولة الجديدة الانتقادات التي واجهتها الإدارة الهلالية هذا الموسم، وبذلك نجح «زالاتكو» نسبياً بعد قيادة فريقه للفوز بأولى بطولات الموسم إذا ما قورن بسلفه «كمبواريه» من حيث العمل والنتائج.
العين يوقف الأفراح
ومن اليوم الذي تلا يوم التتويج أوقفت الأفراح الهلالية، وعاود الفريق مجدداً تمارينه اليومية استعداداً لملاقاة فريق العين الإماراتي في مستهل مبارياته في دور المجموعات من منافسات دوري أبطال آسيا بنسخته الجديدة، التي يدخلها الفريق بطموح متجدد بغية استعادة أمجاده الآسيوية السابقة.
مواجهة الزعيمين
ويواجه الزعيم الآسيوي زعيم الإمارات بمعنويات مرتفعة، ويخشى مسيروه الإرهاق البدني بعد المباراة الماراثونية التي لعبها الفريق أمام النصر. وفي المقابل يدخل منافسه فريق العين اللقاء بعد تعثر الأخير في الدوري الإماراتي بخسارته من متذيل الترتيب «دبا الفجيرة» بعد إراحة مدربه «كوزمين أولاريو» عدداً من لاعبيه الأساسيين؛ ليبدأ بهم المواجهة الآسيوية أمام الهلال.
تفوق لمحترفي العين
ويتفوق الفريق العيناوي على الهلالي بلاعبيه المحترفين الذين يتقدمهم لاعب الهلال السابق الروماني «رادوي»، وكذلك الغاني «أسامواه جيان»، بينما لا يظهر محترفو ممثلنا الهلال بمستويات مقنعة، وإن حاز المدافع «أوزيا» على مساحة كبيرة من الرضا بين الهلاليين، فيما يرجح المحليون كفة ممثل الوطن في ظل امتلاكه مجموعة شابة مميزة، يقودها الكبيران عمراً وأداء ياسر القحطاني ومحمد الشلهوب.
انطلاقة منتظرة
ويمثل فوز الهلال بنتيجة مواجهة اليوم الانطلاقة الحقيقية له في مجموعته الآسيوية الصعبة، التي تضم إلى جانبه كلاً من فريق العين الإماراتي والاستقلال الإيراني والريان القطري، خاصة أن المباراة ستُلعب على أرض منافسه الأشرس في هذه المجموعة فريق العين الإماراتي.