لا أعتقد أنني الزوج السعودي (الوحيد) الذي كذب على زوجته، وأعطاها ركبة بعد الزواج، وأخلف وعده بسفرة العمر، التي يتم تأجيلها في كل مرة إلى السنة الجاية! السبب واضح وهي الظروف العالمية غير المستقرة والخارجة عن إرادتي، ففي السنة الأولى كنا بانتظار (الابنة الكبرى هلا)، وبعد سنتين امتثلنا لأوامر الأطباء بعدم الحركة في انتظار (الابنة الصغرى عُلا)، وكل ما حانت (فرصة للسفر)، كان هناك تحد أمامي بعمل جديد أو مهمة عاجلة, وكنت دائماً أذكّر زوجتي بمقولة (وراء كل رجل عظيم امرأة) وللأمانة (زوجتي حفظها الله) من النوع العروبي الأصيل فكانت (صابرة محتسبة) في انتظار وعود الرجل العظيم الذي كتب الله عليها أن تقف وراءه!

وبعد أن طال الانتظار سنوات، قرّرنا السفر (كعائلة) وحدّدنا موعداً نهائياً لذلك، ولكن فجأة انهارت الأسواق والبورصات العالمية، وبدأت الأزمة المالية الخانقة والتي تعد الأسوأ من نوعها مند زمن الكساد الكبير عام 1929م، طبعاً لا يمكن المغامرة بصرف (القرشين) اللي حيلتنا على البذخ في ظل هذه الأزمة الاقتصادية العالمية المتقلبة!

قرّرنا الانتظار سنتين حتى تتعافى أسواق المال، وبعدها حددنا (موعداً جديداً) ولكن للأسف هبّت رياح (الربيع العربي) ولا يمكن المغامرة في مثل هذه الظروف الصعبة، فقرّرنا التأجيل مجدداً!

دخلت المرأة السعودية لمجلس الشورى، وأنا وزوجتي لم نسافر، زوجتي لوحت أكثر من مرة بالاستعانة بإحدى العضوات (لطرح القضية للنقاش)، كون النساء السعوديات اليوم يترقبن من عضوات المجلس مناقشة وطرح قضاياهن الشائكة بشفافية! بين هذا وذاك أبشركم ولله الحمد أننا لن نشغل أحداً (بقضية سفرنا) مجدداً، فالأمر في طريقه للحل، لأنني أنا وزوجتي نعمل منذ الأربعاء الماضي مع الزملاء في (وكالة ناسا) لنكون الزوجين المناسبين للسفر إلى (المريخ) لمدة 501 يوم، والذين تبحث عنهما الوكالة الدولية ومؤسسات البحث لاكتشاف المريخ، وعمل تجارب حول حياة البشر هناك!

فنحن أنسب (زوجين) في حاجة للسفر، الرحلة مدفوعة التكاليف، وبعيدة عن أي مشاكل اقتصادية أو ثورات عربية، أو شكوك أوروبية أو أمريكية..!

جمعتكم مباركة، ودعواتكم لنا بسفر سعيد إلى (المروخ) كما تُطلق عليه الزميلة الرائعة (مها غنام) مذيعة راديو (يو أف أم) في برنامج (كوفي تآيم) الصباحي!

وعلى دروب الخير نلتقي.