يُعتبر العنف اللفظي أحد أبرز مناحي التّعدي على حياة الأشخاص في أي مرحلة من مراحل النمو لهم وعلى كلا الجنسين، ويتفرع العنف إلى عدة أنواع هي: العنف الجسدي والعنف النفسي والعنف اللفظي من أبرز الأنواع، وهو النوع الذي لم يحظ بالتوعية والتثقيف بمدى الأخطار الناجمة عنه من قِبل وسائل الإعلام.
ووفقاً للبحث المنشور في موقع اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل عُرِّف العنف بأنه شكلٌ من أشكال القصور والعجز الذهني، ودليل من دلائل النفس غير المطمئنة، وصورة للخوف من الطرف الآخر مهما تعددت أشكال ذلك الخوف، وانعكاس للقلق وعدم الصبر والتوازن، ووجه من وجوه ضيق الصدر وقلة الحيلة، ويُعتبر مؤشراً لضعف الشخصية، ونقصاناً في رباطة الجيش وتوازن السلوك، وأياً ما تكون العلة، فالعنف بشكل عام مرفوض ومنبوذ أخلاقياً وحضارياً وسلوكياً واجتماعياً، ودائماً لم ولن يُعالج الخطأ بخطأ آخر.
ويُعرِّف علماء الاجتماع العنف اللفظي بأنه استعمال عبارات مخلة بالآداب والأخلاق الحميدة، وتشير معظم الدراسات إلى أن ظاهرة العنف اللفظي ترجع لأسباب اجتماعية وحضارية وثقافية تتباين من مجتمع إلى مجتمع آخر. إن الوقوف أمام تفاقم وانتشار ظاهرة العنف اللفظي يتطلب أن يبدأ حل هذا المشكلة، وكجانب وقائي أولاً بالأسرة، فهي المربي الأول والمحور الرئيس في العملية التربوية، وذلك من خلال التوعية والتثقيف الأسري من خلال الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، ومن خلال الندوات والدورات التطويرية للتنمية البشرية.
ولقد أكد باحثو مركز رؤية للدراسات الاجتماعية في إحصائية شملت جميع مناطق المملكة عن أنواع العنف اللفظي والجسدي في المجتمع السعودي أن هناك نسبة من 30% إلى 42% يتعرض فيها بعض الأفراد لهذين النوعين من العنف، إلا أن النتائج أشارت إلى أن النسبة الأكبر هي في أشكال العنف اللفظي التي تشمل التوبيخ الشديد، يليه الاستهزاء والتحقير، يليه السب والشتم، يليه سبّ الأهل كالوالدين وبعض الأقارب، وتهديد الزوجة بالطلاق والزواج عليها.
إن تربية الوالدين التربية الحسنة السوية لها دور وأثر كبير في منح وإكساب الطفل منذ الصغر السلوكيات والعادات والقيم والمبادئ والألفاظ الحسنة.
وديننا الإسلامي رفض العنف بجميع أشكاله وصوره، فقد جاء في صحيح البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله يحب الرفق في الأمر كله.. كما قال عليه الصلاة والسلام: (إن الرفق لم يكن في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه).. ديننا الحنيف يدعو إلى الرفق ونشر المحبة، وإفشاء السلام والتواضع ولين الجانب في الأمور كلها، فالابتسامة في وجه الآخر صدقة والكلمة الطيبة صدقة.
ولا شي يأسر القلوب كالكلمة الطيبة قال تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا .
دمتم بود.