لك أن تختار
أن تعمل أو تتكلم
أن تماري تحت الأضواء
أو تجتهد في الخفاء
تخلص تبذل تؤدي ما بينك وبين ربك لأنك توقن أنك ستلتقيه يوماً فماذا أنت قائل عند السؤال عن حقوق الناس التي ارتضيت على نفسك حملها.
نماذج كثيرة كانت بيننا ومؤكد أنه مازال بيننا مثلها لأن الدنيا لو خلت لخربت!
تعجبت جداً وأنا أستمع لقصص وحالات إنسانية كثيرة نسوة قادمات من كل صوب يبكين بحرقة على رحيل سطام بن عبدالعزيز!
وتعجبت أكثر وأنا أنصت بدهشة إلى مئات المواقف التي يكفي بعضها لجعل الراحل في درجة أنبل النبلاء ومصدر غرابتي هو قدرة سمو الأمير سطام -رحمه الله- على مقاومة إغراءات الأضواء وواجهات الإعلام! يعرف كل من عمل أو تابع حجم المقاومة لفلاشات المصورين وما تتطلبه من إيمان راسخ وعقيدة قوية وزهد في الدنيا وهتافات المريدين والاتباع.
الراحل ينهي يوم عمله متأخرا ويبدأه مبكرا جدا بلا كلل أو ملل حتى أن المقربين منه يقولون إنه يبدأ يوم عمله من الثالثة فجرا يتابع ويقرأ ويبت في شؤون الناس ويشعر أن لا راحة لمسؤول وثمة مواطن ينتظر!!
هذه الشخصية النبيلة التي تمثل جيلاً كاملاً من الرموز الوطنية الصادقة التي تعمل مبتغية رضا الله ثم فلاح هذا الوطن هي نماذج يلزم الحديث عن تفاصيل حياتهم كيف يمر يومهم كيف يجعلون من أبوابهم مفتوحة كيف يسمعون الناس ويقدرون ملاحظات الناس حتى يتعلم الجيل الجديد من المسئولين كيف يكون التعامل مع قضايا الناس وهمومهم واستحقاقاتهم وقضايا التنمية والتطوير والحزم على الفاسدين والتضييق على المرجفين إن الإعلام مسؤول عن تقديم النماذج الإيجابية باحترافية لا تجعل من المسؤول كائنا مقدسا بل تقدمه عبر قصة إنسانية ليس للتلميع بل لمنح الأجيال الجديدة المعرفة الكافية التي يستطيعون من خلالها إصدار الأحكام!
وتبني المواقف العادلة تجاه مسؤوليهم.
الذين يتسنمون مواقع حساسة وكيف يؤودون مسئوليات متعددة وخطوط متشابكة لكن المسؤول الصادق الماهر يعرف كيف يدير هذه الخيوط ويجعلها خطوط متعامدة تلتقي عند نقطة مركزية هي الوطن. رحم الله الراحلين سلطان ونايف وسطام كانا ومازالا رموزا افتقدناها ولابد أن يقدم عن حياتهم الشخصية برامج من زوايا متنوعة ترسخ منهجهم الإداري ورؤاهم وبرنامج عملهم وسعة صدرهم مع الناس وحلمهم ودأبهم في إنجاز الأعمال وعدم تهافتهم على الإعلام وفلاشاته والقصص الإنسانية التي هي إرث نبيل لابد أن تتعلم منه الأجيال.
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah