صدر منتصف الأسبوع الماضي قرار ملكي بزيادة النفقات النثرية اليومية للمرضى السعوديين ومرافقيهم بالخارج إلى ستمئة ريال للمريض ومثلها للمرافق، بدلاً من الثلاثمئة ريال التي كان معمولاً بها من قبل. لقد ظل المرضى ومرافقوهم يعانون الأمرين لسنوات طويلة لقاء تدني المصاريف النثرية التي يتلقونها من الملحقيات الصحية، في مقابل المستوى المعيشي في دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو أوروبا، وستكون هذه الزيادة محاولة مهمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التكاليف اليومية المرتفعة للمريض ومن معه، في غربة لا يعلم إلا من جربها كم هي قاسية ومروعة، إضافة إلى قسوة القلق اليومي على المريض ومتابعة علاجه واحتياجاته ولوعة فراقه. وأحب أن ألفت إلى أن الطريقة التي تُصرف بها هذه الإعانات يشوبها الإذلال، وكأن الموظف الأجنبي الذي يسلمها للمواطن السعودي قد أحضرها من بيته. سيبقى الأهم هو ما ينتظره كل المرضى الذين تعالجهم الدولة في الخارج من قرارات، بخصوص تمديد فترة الأشهر الثلاثة التي يجب أن ينهي المريض خلالها فترة علاجه؛ ففي مستشفيات أمريكا وأوروبا لا يمكن أن يتم إنهاء كل الفحوصات وإجراء العمليات والعلاج الطبيعي في ثلاثة أشهر، ربما ستة أشهر قد تكون كافية، وإذا انتهى العلاج قبل ذلك فليعد المريض بأقرب طائرة.