بما أن اليوم هو (الخميس) والنسبة العظمى من (الموظفين) يعيشون واحداً من أجمل (الويكندات) السعيدة، باجتماع الإجازة والراتب في يوم واحد، فأرجو أن لا أنغص عليهم الفرحة بالحديث عن المدير؟!
وإن كان هناك (مدير آخر) في المنزل لا يقل أهمية، لأنه متكفّل بجعلك تعيش أجواء الهم والقلق في البيت والعمل معاً، حال تقصيرك في واجبات الهدايا والهبات، في مثل هذا اليوم المبارك الأغر (الخامس والعشرين) من كل شهر؟!
عموماً (مدير المنزل) أترك لك حرية التعامل معه بالطريقة المناسبة والتي تضمن لكما حياة سعيدة وهانية، وأنصحك بتقاسم ما بقي من (المعاش) بينكما، بعد التفاهم مع (صاحب البقالة)، و(قارئ عدادات الكهرباء)، وصاحب (مكتب العقار)، وعامل (مغسلة الملابس)، وشركة (تقسيط السيارات)، و(مصوراتي ساهر)..إلخ، على طريقة: (لقمة هنية.. تكفي مية)؟!
أما (مدير العمل) فكان الله في عونك، وبحكم أننا سوياً من (الطبقة التي تُدار) فلعلي أهمس في أذنك ببعض الكلمات اللاتي يقمن اعوجاجك الوظيفي في حال كان مديرك من (النوع الزعول)!
وهذا النوع من (المدراء) ظهر على السطح مع بداية الألفية الجديدة، حيث كان المدراء في العصور السابقة ومن الأجيال المنصرمة (أكثر صبراً)، وقدرة على تحمّل (غثاثة وقصور الموظفين)!
أما الجيل الحالي من المدراء فهم (حساسون جداً)، يتأثرون بسرعة لأنهم (مرهفو الإحساس)، لذا تذكّر عزيزي الموظف أن ابتسامتك في وجه المدير، وتعداد مناقبه، وذكر محاسنه، وكيف أن (حنكته) غيَّرت من سير الإدارة نحو الأفضل، والحرص على حجز مواعيده في المستشفى، ومتابعة أسعار الأسهم والعقار له، واقتراح قائمة بأسماء المطاعم الجيدة، وقائمة أخرى بالمراكز المخفضة، وتزويده بأخبار (هيئة مكافحة الفساد)، وأسعار (صناديق الطماط) في عتيقة مع كل صباح.. كل هذا كفيل بإرضائه، وأرجو أن يكون لك به أجر دنيوي قبل الآخرة!
أحد الموظفين المبتدئين قال لي: إن مديري (حساس وكثير الزعل)؟! رغم أنني غير مقصِّر في عملي؟!
فنصحته بنسيان العمل، والاهتمام بالمدير أولاً، وثانياً، وثالثاً..!
حتى لا يزعل منك أحد في (البيت أو المكتب) اجعل حكمتك: يقسم كرتون (راحة الحلقوم) على اثنين.. وبالعافية؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com