تكتسب مؤسسات الطوافة وخدماتها لحجاج بيت الله الحرام أهمية استثنائية في ظل اهتمام وتوجيه ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا والتأكيد على أن المملكة العربية السعودية تضع أمن الحجيج وراحتهم وتقديم أرقى الخدمات لهم في أولويات اهتماماتها، محافظة على سمعتها ودورها الريادي برعايتها لضيوف الرحمن.
يتحقق هذا بالفعل بمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا، فقد كنت وما زلت أتابع تلك التحولات والتغييرات فيها وظهور مجلس إدارة جديد يعمل على ترسيخ مكانتها بين مؤسسات أرباب الطوائف من خلال منظومة العمل الجماعي لتقديم أفضل الخدمات التي تلبي احتياجات الحجاج وتحقق عائد مادي كريم لمطوفي ومطوفات المؤسسة.
تلك رسالة ومسئولية ضخمة تتطلع إليها حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، الأمر الذي يجعل موسم الحج غاية مثلى تقرها متطلبات المرحلة وتحديات مستقبل الوطن.
وفي الواقع بعد زيارتي للمؤسسة ولقائي ببعض المسئولين والمطوفين أجدني منبهراً بتطورات وخطط وأعمال المؤسسة حالياً والبهجة تزاد أيضاً في المخرجات التي نراها متوائمة ومنسجمة تماماً مع احتياجات فريضة الحج مساندة لجهود الدولة.
والشاهد في الأمر أن معالي وزير الحج الدكتور بندر الحجار يؤكد على ضرورة البذل والعطاء والتطور المستمر في خدمات الحج المقدمة لضيوف الرحمن ومن الأهمية بمكان أن نجد مؤسسة جنوب آسيا تتطلع لتنفيذ تعليمات الدولة بمنتهى الدقة والحرص من قبل مجلس إدارتها الجديد إن شاء الله.
قد لا يكون المجال هنا يدعو للمجاملة ولكن هناك قلة من البشر هم أولئك الذين جمع الله لهم المواهب شتى وزادهم بخلق حسن استطاعوا كسب قلوب الناس ولم تحول المناصب الرفيعة بينهم وبين التواضع ومن بين هؤلاء الدكتور رأفت بدر رئيس مجلس إدارة المؤسسة الجديد.
ويشهد الله أنني لم ألتقيه سوى مرتين أو ثلاثة وبودي أن ألتقيه لأسمع منه عن طموحاته في إدارة مؤسسة بحجم جنوب آسيا التي قد تبعث في نفسي الاطمئنان والتفاؤل لمستقبل المؤسسة كمنتمي لها.
وحقيقة الأمر فإنني قد لمست ولا أبالغ لو قلت إن أعضاء مجلس الإدارة الجديدة يعملون بكل صدق وأمانة ويلتقون بمطوفي وأبناء المؤسسة بكل تواضع وأبوابهم مفتوحة للجميع وهذا ما شاهدته حيث يشعر الجميع بالأمل في أن تتضافر جهود أبناء المؤسسة من المطوفين والمطوفات في العمل بروح الفريق الواحد من أجل تنفيذ وتصميم إطار عمل وآلية جديدة تحافظ على أسلوب المنافسة بالمنهج العلمي والدراسات المالية وتحقيق الفرص المتكافئة لأبناء المؤسسة والتأكيد على حقوق الحاج وحقوق المطوفين بنشر العدالة الاجتماعية المهنية وكذلك حقوق المساهمين.
ولمن لا يعرف تفاصيل الآلية الجديدة التي أعدها مجلس الإدارة بمشاركة أصحاب الخبرة من المطوفين عليه أن يدخل بمنتهى البساطة على موقع المؤسسة الالكتروني ليطلع على أدق تفاصيلها بعد صدور موافقة معالي وزير الحج على هذه الآلية بموجب القرار رقم 691061 بتاريخ 7/4/1434هـ لتطبيقها بموسم حج عام 1434هـ إن شاء الله.
وإن كنا نرغب في الكتابة كإعلاميين عن المتميزين في أعمالهم فإن رئيس مجلس الإدارة المطوف الدكتور رأفت بدر هو من أولئك وهو ابن عميد الشرطة المتقاعد المطوف إسماعيل إبراهيم بدر وقد تعلم منه الانضباط والوطنية وروح المسئولية وعمل لأكثر من عشرين عاماً وتخضرم واكتسب الخبرات بقربه من شخصيات هامة وقيادات إدارية ناجحة تحلت بالتواضع والإخلاص وعمل في مؤسسة جنوب آسيا لأكثر من عقد ونصف في عضوية مجلس الإدارة مشاركاً في النجاحات مع أساتذة وخبرات سابقة فهو على دراية كبيرة بخدمات الحج والطوافة أولاً بأول.
وفي تصوري المتواضع فإن مجلس إدارة المؤسسة الجديد قد عمل على تعزيز الاستفادة من تطبيق قرار مجلس الوزراء بتوصية لجنة الحج العليا عام 1423هـ بتفعيل نظام المنافسة بين المطوفين وتعزيز روح العمل الجماعي على الخدمات الأساسية والإضافية لتقديم أرقى الخدمات لضيوف بيت الله الحرام بما يضمن -بعد توفيق الله عز وجل- النجاح والمساواة بين المطوفين.
يبقى أن أقول إنني تأكدت من خبر صحفي سيسعد المطوفين وهو استلام المؤسسة النهائي لمشروع الأهلة أوائل رمضان القادم إن شاء الله الذي سيضيف منافع كثيرة لأبناء المؤسسة وإن مجلس الإدارة قد أنهى خطة تسويق هذا المركز الذي سيعود بالنفع على المساهمين والحرص على عدم التفريط في مكتسبات المؤسسة الماضية بالتطلع للغد المشرق.
لقد وجدت حقيقة في مجلس الإدارة الجديد حميمية واقتراباً أكثر من المطوفين، لديه أجندة وأفكار ومشروعات يريد أن يغير ويطور في أعمال المؤسسة، ولقد تفاجأت كثيراً وغير من انطباعي الذي كنت قد رسمته له وهو بذلك يكمل مسيرة من تولى دفة زمام مجلس إدارة المؤسسة وفي مقدمتهم السيد أحمد شيخ والأستاذ عدنان كاتب وكوكبة أعضاء مجلس الإدارة السابقين الذين قدموا للمؤسسة الكثير من جهودهم ووقتهم لكي تصل المؤسسة لما هي عليه الآن ولا يفوتني هنا التقدير والامتنان والدعاء لمن سبقهم من مشايخ مطوفي المؤسسة رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته إنه سميع عليم.