من تتبع منثور بصريح العبارة طرحاً لا يتجاوز المنهج البحثي القائم على حياد الفرضية في المقام الأول, ثم جمع الأدلة والبراهين من خلال (أدوات البحث)، ثم فلترة جُل المعلومات المتوافرة حتى يتم نفي أو إثبات صحة الفرضية التي قام من أجلها موضوع النقاش..!!

إلا أن هناك من المسلّمات التي لا يحتاج معها الطرح إلى استخدام كل تلك الأدوات لإثبات صحة (فرضية تأخذ شكل الحقيقة)، والحقائق دوماً لا تحتاج لإثبات وجودها بقدر ما تحتاج في الغالب الأعم لنقاش مدعوم بشواهد لا تقبل (النقض)، تقول في المحصلة بأهمية (إصلاح) وضع قائم لا يتفق أو ينسجم مع (فطرة) البيئة السليمة للعمل الإيجابي الخلاق..!!

من تلك الحقائق التي لا تحتاج إلى جمع (القرائن) لإثبات صحتها من العدم بالقدر الذي يحتاج لمعالجة، حتمت وجودها شواهد تحمل كثيراً من الاهتزاز، وربما تخلخل البناء السليم لبيئة صحية في العمل. ولعل تساؤل بصريح العبارة لهذا الأسبوع (هل أنصف الإعلام نواف بن فيصل..؟!) يجلي حقيقة بُعد الإعلام الرياضي بمشاربه القديمة كافة، منها (صحافة وفضائيات)، والمتجددة (برامج التواصل الاجتماعي)، عن جادة الطريق في (المراقبة) لعمل المسؤول الرياضي والأخذ بتصحيح وتوضيح كثير من الحقائق, لا تشويه وطمس الصور الحضارية الرائعة التي يتمتع بها رجل دولة ومسؤول طموح، يؤمن بدور الإعلام فيتفاعل مع الصغير والكبير والعاقل ومن هو دون ذلك برحابة صدر ورجاحة عقل ووضوح هدف قلما وجدناها في كثير من المسؤولين اليوم.. نذهب للحقائق والصور التي استحضرت منها هذه المقدمة فيما تبقى من مساحة (بصريح العبارة)..!!

أولى تلك الصور.. رشحت من (تويتر) لزميل إعلامي عزيز في احتجاجه على طريقة تسجيل اللاعب خريستياس بديلاً للإكوادوري أيوفي، التسجيل الذي سجلت اعتراضي الشخصي عليه في هذه المساحة تحديداً, إلا أن تغريدة (الدم الملوث) التي أأنف عن ذكر نصها في هذه المساحة تجبرني أن أقول للزميل الإعلامي الذي يشهد الله أن حرصي على عودته متألقاً كما عهدناه حرص أخ لأخيه.. بعد القول بصريح العبارة «إذا قدر لك الاعتذار ليس لنواف بن فيصل فحسب, أو لغيره من المسؤولين الذين (أمطرهم شخصياً بوابل نقد لا يصل حد التجريح), أو إذا قدّر لك الاعتذار فلا يقل ذلك عن الاعتذار صراحة لكل سعودي آلمه شديد الألم ما خرجت به تغريدتك». ولن أذكّر الأخ بشجاعة الاعتذار التي لا يساورني الشك مطلقًا في أنه يملكها، بل أذكّره بما ذكره نواف بن فيصل بذات المنبر في تجاوب مسؤول لم يخرج عن الترحيب بالنقد واعتبار تغريدة الاستقالة (السابقة) لا تخرج عن دائرة الرأي, المكفول لكل شخص، ناهيك عن رجل إعلام بحجم الزميل. أما تلك التغريدة التي أرجو ألا يتبع فيها شياطين الإنس ممن يزينون للإنسان ما يزينه الشيطان - عياذاً بالله منه - وهو القول الذي اعتبره نواف الرياضة (قذفاً) كما أعتبره وغيري ممن يقولون الحق ولا يخشون فيه لومة لائم, قولاً وجب الاعتذار عنه، وهو مطلب عقلي يفتح آفاق عفو المسؤول الذي يجسده أمير الشباب بكل حب واحترام للجميع، ولا أخال الراقي زميلي الزمول إلا عاملاً بنصيحة من كان الحياد نهجه، وتحمل مداد صريح عبارته أرشفة خمسة عشر عاماً من الكتابة الصحفية لقلم العبدالله..!!

أما ثاني تلكم الصور التي أرى موقفي منها التوضيح للرأي العام لحبي وتقديري لطرفيه فكانت إثر ما ذكره العزيز الآخر عن مشروع الصقر, وهنا غير خاف على الجميع أن الرأي لا يختلف عليه اثنان طالما كان طابعه التعبير عما يختلج في النفس وما تراه العين وما يميزه العقل, إلا أن معلومة (إن المسؤول في باريس) والمقصود بها الأمير نواف فكانت (معلومة مغلوطة) أكثر من كونها رأياً؛ لأن سمو الأمير كان حينها وقت الحدث في ديوان خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بالرياض، وأذكر أنني تواصلت شخصياً مع سمو الأمير، واعتباري شخصياً أن تقريب وجهات النظر أمر في غاية الأهمية كون الزميل من خيرة رجال الإعلام، وهذا رأيي في الرجل منذ عرفته. أردت توضيح ما لبس حتى لا يظلم جانب أمير شهم، فقط لأن المنبر ومشهده للإعلاميين أكثر بكثير من غيرهم حتى وإن كانوا في موقع القيادة..!

أما الصورة الثالثة فلإعلامي يشهد الله أني لا أعلم من اسمه غير أخيره، ولم أكلف نفسي بالبحث عن اسمه كاملاً كون منطوقه دل ليس على خبث أو مكر مقصود بل على النقيض شعرت بأنه يمثل حالة رفض غير مبرر لمشهد، ووالله أقول إن مجرد نقده (عيب وكفى).. أخونا كان له اعتراض سجله على قناة أرسل لي أحد الأصدقاء مقطع فيديو له وهو يظهر سخطه من ظهور نواف بن فيصل في النهائي (نهائي كأس ولي العهد)، متسائلاً عن صفته؟ وكأنما يطالب بوجود أحمد عيد في المشهد فقط. وهنا أقول كما ذكرت في صدر مقالي هذا: إن الإعلام وجب أن يعمل بحيادية بعد طرد أفكار (بائسة)، وهو ما سأجيب بالأدلة عنه الأسبوع القادم - بإذن الله - في كيفية تعامل الإعلام (الطارد) مع رجل دولة يعدل برجاحة عقله مجموعة بأسرها.. أما الرد فهو أبسط ما يقال لطالب أولى ابتدائي, من يكون بجانب ولي الأمر إذا زار - حفظه الله - مثلاً مدرستكم.. مدير المدرسة أم وزير التعليم؟.. ارحمونا يا ناس.. وللحديث في هذا المحور بقية..!

الأهلي.. وجاروليم.. وزمان الصمت..!!

صريح عبارتي تقول بوضوح: هل من حق الجماهير الأهلاوية العريضة أن تعلم (سر) إلغاء عقد جاروليم الذي بات مطلباً للأندية الثرية القطرية تحديداً؟ ولو كان المحرك أو الدافع لإلغاء عقده فنياً بحتاً لحصل بعد نهائي آسيا, أما إقالة بـ(صمت) في زمن الحوار والانفتاح على الآخر لمدرب قاد فريقه لقرابة الـ 68 مباراة رسمية إن لم أكن دقيقاً جداً بالمعلومة، فأنا قريب منها.. فاز في 44 مباراة وتعادل في 14 وخسر 10.. سجل معه الأهلي 144 هدفاً بمعدل 2,2 هدف لكل مباراة، وعليه 61 هدفاً بمعدل 9. هدف، ويخرج من المشهد وهو من حقق كأس خادم الأبطال ووصيف الدوري، ومن جاء بزفة (أفضل مدرب تشيكي)..!!

قد يحقق اليكس ما حققه غير مرة فيما تبقى من بطولات، وتحديداً (كأس الأبطال)، وهو منجز جاروليم ذاته الموسم المنصرم بل قد يصل لنهائي الآسيوي عطفاً على قدرات نجوم الفريق, لكن أن يكون التبرير الرسمي هو الخروج من البطولات، أي (المحصلة)، فهذا كلام مستهلك, فالبطولة - أي بطولة - يطمح إليها الجميع، ويظفر بها (واحد).. هذا الواحد لا يبحث عن (شماعة) يعلق الجميع أخطاؤه عليها، ويخفي ويتستر على أخطاء عمل إداري وآخر فني يخص محترفين شهد مستواهم الفني تراجعاً رهيباً، (عماد) في مقدمتهم, أقول ذلك والفريق فائز بالأربعة على الاتفاق؛ لأن القناعات لا تغيرها نتائج وقتية أو تطمسها مثالب النقص المشار إليها سياسة (الأمر الواقع)، التي لا دخل لكل من إطار الصورة الظاهرة للعيان ولا شأن فيها..!!

ضربة حرة..!!

أسمع كلامك أصدقك

أشوف أمورك أستعجب