|
الزلفي - داود بن أحمد الجميل / تصوير - فهد العراجة:
رعى معالي الشيخ أ. د صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام والمستشار بالديوان الملكي بقاعة خيال بمحافظة الزلفي الحفل التكريمي للفائزين بجائزة الفهد لحفظ القرآن الكريم في عامها الرابع والذي أقامته جمعية تحفيظ القرآن، وذلك بحضور محافظ الزلفي الأستاذ فيحان بن عبد العزيز بن لبدة وعدد من المسؤولين وأعيان ووجهاء المحافظة والمواطنين وأولياء الأمور المكرمين.
وبدأ الحفل الذي قدَّم له كلٌ من الأستاذ عبد اللطيف الدعفس، والأستاذ عبد الله السبت بكلمة رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم، أمين عام الجائزة الشيخ عبد الرحمن بن محمد الحمد، رحب فيها براعي الحفل الشيخ صالح بن حميد، مثمّناً لمعاليه إجابته الدعوة لرعاية حفل تكريم أبنائه وبناته الفائزين والفائزات بالجوائز لهذا العام، وقال:
حسبنا أننا في هذه الليلة نلتقي على مائدة القرآن الكريم ميراث النبوة وربيع القلوب ونعيم النفوس، لا شرف لنا بغيره، ولا عزة لنا بدونه.. هو سر الفلاح وعلاج الأمراض وقرة العيون، فلله الحمد والمنّة أن جعلنا نستضيء بنوره ونهتدي بهديه.
وأضاف، إن من مظاهر فخرنا واعتزازنا في هذا البلد المبارك عنايته بالقرآن الكريم واهتمام ولاة أمرنا بتعليم كتاب الله وطباعته وتوزيعه، وما زلنا نرى أياديهم البيضاء تمتد لافتتاح الكليات والمدارس القرآنية وتقديم المسابقات وتحتضن جمعيات تحفيظ القرآن وتقدم لها الدعم والمساندة.
وقال: إن لله رجالاً اختصهم بمزيد من الفضل أنعم عليهم بحب الخير للناس وجعل في جاههم وأياديهم فسحة تظلل إخوانهم المسلمين، وتغمر القلوب منائحهم فلا عدموا من الله الثواب والأجر، ومن الناس الثناء والشكر، ومن هؤلاء الشيخ فوزان الفهد - رحمه الله -.
إذا نحن أثنينا عليك بصالح
فأنت كما نثني وفوق الذي نثني
وما لنا سوى الدعاء له بالمغفرة والرحمة والشكر لأولاده، ومع شكرنا لصاحب الجائزة فإننا لا ننكر فضل رجال أسخياء، عطاؤهم للجمعية مستمر وأخص بالذكر والشكر من هؤلاء: سعود بن ناصر الفالح وإخوانه وتركي وعبد الرحمن الطوالة وعلي بن عبد الرزاق العبد الكريم وعبد الرحمن الحلافي، وغيرهم مما لا يتسع المقام لذكرهم، وبعدها قدم طالبان من الجمعية فقرة أحاسيس ومشاعر المتنافسين، ثم ألقى الشاعر الشاب علي بن سليمان الحميدي قصيده شعرية بعنوان: «نبض القلوب» نالت إعجاب الحضور، ثم قام معالي الشيخ ابن حميد والشيخ الحمد بتكريم الشيخ قاسم الدويش وتم عرض مرئي عن الجمعية وعن جائزة الفهد وتقديم نماذج من قراءات الطلاب والإعلان عن تلقي الجمعية مجموعة من التبرعات النقدية خلال الحفل.
بعد ذلك ألقى رئيس الجائزة الأستاذ فهد بن فوزان الفهد كلمة قال فيها: «نقف هذه الليلة راضين بقضاء الله وقدره، حيث غاب عنا رئيس هذه الجائزة الوالد الشيخ فوزان الفهد - رحمه الله -، وقد علَّمنا على ألا نتوقف عن عمل الخير، وأوصانا بالاستمرار على هذا النهج الذي رسمه - رحمه الله -.
وأضاف: جعلت الجائزة من أهم أولوياتها وأسسها التمسك بالقرآن الكريم ليبقى محفوظاً في صدور الصغار والكبار، فانطلقت نحو هذا الهدف السامي وتحقق لها ما تصبو إليه.. وبمناسبة هذا الحفل البهيج أقول أصالة عن نفسي ونيابة عن إخواني: سنعمل جاهدين - بإذن الله - للقيام بهذه الجائزة من أجل الاستمرار لتحقيق هذه الأهداف التي ذكرها والدنا - رحمه الله - وأكد عليها مراراً وتكراراً واستعرضَ الفهد الجوائز الثلاث الماضية التي حظيت برعاية معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ في عامها الأول، ومعالي الشيخ عبد العزيز الحمين الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سابقاً في عامها الثاني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة في عامها الثالث، وفي هذا العام حظيت برعاية كريمة من معالي الشيخ صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي، مقدماً عظيم الشكر وجزيل الامتنان لمعاليه على تفضله بهذه الرعاية الكريمة لحفل الجائزة.
واختتم رئيس الجائزة كلمته بتقديم الشكر والامتنان لولاة أمرنا - وفقهم الله - وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين على تشجيعهما ودعمهما تعليم القرآن الكريم ومسابقاته وجوائزه، فجزاهم الله خير الجزاء ونفع بهم الإسلام والمسلمين.
ثم ألقى راعي الحفل معالي الشيخ صالح بن حميد كلمته بهذه المناسبة، شكر فيها رئيس الجائزة أن شرّفه بدعوته لحضور حفل الجائزة في هذه الأمسية المباركة، وهي مناسبة - وأي مناسبة - عندما تكون في رحاب كتاب الله، مشيراً إلى أن بلادنا هي بلاد الحرمين رافعة راية الكاتب والسنّة وحاملة لولاء تطبيق الشريعة.
وأضاف معاليه: إن من أجلّ ما أنعم الله به على هذه البلاد - حكومة وشعباً - نعمة الوحدة والتماسك، وما نعيشه من أمن وأمان ورغد عيش منذ قيام الدولة على يد المؤسس - رحمه الله - إلى يومنا هذا حتى أطلت الفتن برأسها من حولنا، نسأل الله لإخواننا أن يلطف بهم في كل مكان.
وأضاف: يا إخواني حاول أعداؤنا أن يزعزعوا علينا أمننا، ويشوشوا على أبنائنا واستخدموا كل الوسائل من أجل ذلك. صحيح لسنا معصومين عن الخطأ أو النقص، لكن علينا أخذ العبر والدروس من حولنا ونستشعر الخطر فينا من يبتغي الإصلاح ولعلهم كذلك، لكن علينا أن نوازن بين المصالح والمفاسد، وأن نستخدم الحكمة في معالجة أمورنا، فعندما نرى دولتنا وقادتنا منذ المؤسس الملك عبد العزيز، ومن بعده أبناؤه الملوك حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، وهي تراعي كتاب الله وتقدم خدمات جليلة للحرمين الشريفين، ونرى رجال أعمالنا وهم يساهمون في هذا الخير يُوجب علينا أن نستشعر ذلك ونعيه تماماً، وما هذه الجائزة إلا صورة عن رجالات بلدنا، نسأل الله أن يديم علينا هذه النعم وقدم معاليه في ختام كلمته التهنئة للفائزين بالجائزة، متمنياً لهم التوفيق، داعياً لمؤسس الجائزة الشيخ فوزان الفهد بالمغفرة والرحمة، وأن يجعلها المولى في ميزان حسناته.
وفي الختام قام راعي الحفل الشيخ ابن حميد والشيخ الحمد والأستاذ فهد الفهد بتكريم الفائزين بجوائز المسابقة والفائزين بنتائج برنامج الارتقاء، كما قدّم الشيخ الحمد درعاً تكريمياً للشيخ ابن حميد، وشرّف الجميع حفل العشاء المقام بهذه المناسبة.