تزداد هذه الأيام حمى وعود المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وتعلو تصريحاتهم للإعلان عن إستراتيجية جديدة للوزارة وعن بشائر ووعود، يرافقها حملة لتصحيح الصورة الذهنية للوزارة التي تضررت في الفترة الأخيرة بسبب الأخطاء المتراكمة، والتي عجزت الوزارة عن حلها.
مضى (4) سنوات على الإدارة الحالية، وقد وعدت في مثل هذه الأيام بإستراتيجية جديدة تقوم على (100) يوم ثم (1000) يوم، حتى وصلت إلى عشرة آلاف يوم لم تظهر الإستراتيجية, وتم استبدالها بالتوجهات تخفيفا من ثقل ومسؤولية الاستراتيجة وخففت أيضا بالخطط المستقبلية، وقبل ذلك كان للوزارة خطة خمسية وعشرية وخطة عشرينية ورؤى50 سنة وللأسف الشديد أن من كتب الخطط السابقة هم أنفسهم من كتب الإستراتيجية السابقة والتوجهات والخطط المستقبلية مازالوا على مقاعدهم وفي وكالاتهم وممسكين بمناصبهم. تغيرت القيادات العليا الوزراء والنواب وهم مازالوا ممسكين بالخطط والمناهج والشؤون المدرسية.
القيادة الحالية بوزارة التربية والتعليم لا تقدم للمجتمع إلا تصريحات الخطط الإستراتيجية والتوجهات، ومرت (4) سنوات والمجتمع يتم إشغاله بالخطط والتوجهات وعندما تغير القيادة الحالية نغمة حوارها وأسلوبها وأيضا تعاطيها مع المجتمع يتقدم الصف قليلا القيادي معالي النائب د. خالد السبتي وعبر وسائل الإعلام يعتذر عن تنفيذ التوجهات لوجود مقاومة التغيير داخل وخارج الوزارة، بعد مضي (4) سنوات تكتشف الوزارة أن هناك مجموعات تقاوم التغيير الذي لم يعلن عنه ما نوعه ومهيته ولونه وسماته وملامحه.
كنت أتمنى أن يفصح النائب د خالد السبتي عن هذا التغيير وأيضا حجم المقاومة ونوعيتها وماهية الحلول المطروحة و الإمكانات المتوفرة.
هذه السنوات التي تمر على التعليم والوزارة غارقة في خططها وتنقلاتها هي من عمر أبنائنا الطلاب والطالبات، ومن عمرالتأهيل والتحصيل العلمي الذي نتنافس فيه مع أمم العالم، أيضا هو من أموال وميزانيات الدولة التي تصرف عليها, وبالمقابل الوزارة لم تهتد بعد إلى خطة واضحة، هذه الأموال لابد من إعادة النظر في إدارتها؛ لأنها من حق تلك الأجيال والأنجال والأحفاد خصصتها الدولة لتعليمهم ورعايتهم من أجل نهضة علمية حقيقة تمكنهم من منافسة العالم والقفز ببلادنا إلى الموقع الذي يجب أن نكون فيه.