الكلب (ميلو، المُبصر) يقوم بجر الكلب (إيدي، غير المُبصر) بواسطة حبل مقود، ربطته مالكتهما (أنجي بيكر) في رقبة الاثنين معاً، هذا هو المشهد باختصار الذي يراه الجيران في الحديقة كل يوم!.
أما ما نشرته (الديلي ميرور) عن قصتهما فقد كان فريداً، لأن الكلب (إيدي) قبل أن يُصاب بالعمى ويفقد بصره، كان شرساً مع الكلب (ميلو) الذي يصغره بعام، وكان يطرده دائماً ولا يقبل وجوده في منزل (أنجي بيكر)، التي ذكرت أن الحال تغير بعد إصابة (إيدي) بالعمى العام الماضي، لأن (ميلو) كان راقياً في تعامله مع الكلب الآخر، أي أنه كان متسامحاً ويشعر بالمسؤولية (بشكل كامل)؟!.
أنجي أشارت أن (ميلو) يهتم جداً بـ (إيدي) الآن، ويرعاه ويعمل له كدليل ومرشد، ولا يمكن معرفة ما هو مصير (إيدي) دون (ميلو) ؟!.انتهت القصة هنا..
ولكن هناك أشياء بقيت عالقة في ذهني بعد قراءتها، كيف قابل (ميلو) طرد (إيدي) بالتسامح والرعاية؟! رغم أنه طرده عندما كان مبصراً؟! وكان بإمكانه أن يطرده كما كان يفعل الأخير معه دائماً؟!.
هل هذه من صور (وفاء الكلب) التي تروى ونسمع عنها؟!.
حسناً، بعد هذا: هل يجوز أن أقارن في ذهني بين (صورتين) متناقضتين للبشر والحيوان ؟!.
وفاء (ميلو)، الذي بقي قريباً من (إنجي) بعد تحريره من حبل المقود في الرقبة، ليجلس بجواره يلاطفه وينام ملاصقاً له ويحاول نقل كل ما يدور حوله... هكذا هو (المشهد الأول)!.
يقابله (مشهد آخر) نسمعه عن عدم وفاء، ونسيان، وتراخي من بعض البشر مع من يُصاب حولهم بمصيبة، أو مرض، حتى قيل أن زوجاً تخلى عن زوجته (بعد إصابتها بالسرطان)، وذهب يبحث عن آخرى تاركاً (الأولى) تواجه مصيرها لوحدها؟!.
إنها (مقارنة مؤلمة) !.
لاشك أن الوفاء من شيم الكرام من بني آدم، وهو قيمة إنسانية وأخلاقية عظمى!.
ولكن لا ضير أن نتذكر أن (كلباً مبصراً) في العصر الحديث، رعى (كلباً أعمى).. فقد تحتاج ذاكرتنا (يوما ما) ومع زحمة الحياة وسرعتها، استرجاع تفاصيل مثل هذه القصة !.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com