بين الفينة والأخرى تسطر لنا «الجزيرة» عبر صفحاتها المتجدِّدة وأبوابها المُتعدِّدة أخبار البلديات ومشروعاتها مما يبعث في النُّفوس الفرحة ويسعد المنتمين لهذه المدن والبلدان والقرى بتطوّرها وازدهارها رغم بعدهم عنها.

ولقد قيَّض الله لي أن اطلعت على تقرير منجزات بلدية تمير لمدة خمس سنوات للفترة من 1429 لغاية 1433هـ مما دفعني لشد الرحال إلى عروس الربيع مدينة تمير الحالمة؛ لأنَّه أبهرني ما حواه التقرير من أعمال جبارة ومشروعات رائدة وتطوّر متسارع وصور متميزة ومناظر بديعة.

لقد شهدت على أرض الواقع ما حكاه التقرير، بل وزيادة، حيث من رأى لا كمن قرأ أو سمع، فمدينة تمير تخطو خطوات جبارة وتقفز قفزات هائلة ستجعلها من مصاف المدن الراقية، كيف لا وأهلها أهل الكرم والمروءة وأبناؤها أهل الشيم والذِّمم يتسابقون لخدمتها في جميع المجالات.

وقد وفِّقت البلدية في السنوات الأخيرة برئيس بلدية شاب متوقد الذكاء يقف بنفسه على الأعمال الميدانية، يخطط ويدعم ويبذل ويتابع وينفذ، ألا وهو المهندس سعيد بن ناصر القحطاني، حيث غدت تمير ورشة عمل. وبالرغم من الصُّعوبات التي يواجهها العمل البلدي لارتباطه بحياة النَّاس وتشعبه وتشابكه إلا أنَّه بالعزيمة والإصرار والهمَّة والنَّشاط حقَّق المراد. فلا تكاد تسير إلا وترى النظافة ظاهرة للعيان، والأرصفة في كلِّ مكان، والإنارة بالكيلوات تخترق الطرقات والشوارع المزدوجة والدورات المُتعدِّدة والمداخل الجميلة والمباني الأنيقة وساحات الشباب وممرات المشاة، بل إن الأحياء الداخليَّة لا تفرِّق بينها وبين الشوارع الرئيسة من التنظيم والتجديد، ناهيك عن المتنزهات والحدائق والتشجير والبنية الأساسيَّة وتخطيط الأراضي وتوزيعها ونقل الصناعيَّة وتوسيعها وتنظيم سوق الأعلاف والماشية والبلدان التابعة لها لم يبخس حقّها فقد شملها ما شمل المدينة.

وفي المناسبات نجد البلدية حاضرة وجهودها ظاهرة، فلها في كلِّ عرس قرص مشاركة وتنظيمًا ودعمًا وتوجيهًا. وطالما أن تقول للمسيء: أسأت، فإنَّ من حقِّ المحسن أن نشجعه وندعمه ونشد من أزره، وإذا تحقَّق طموحاتكم كما خطط لها في تقريرهم فإني أراهن بأن تمير لن تكون عروس الربيع فقط، بل ستكون عروس سدير.

شاكرًا للعاملين المجدين المخلصين وشكرًا لجزيرتنا الغرَّاء على تفاعلها. وللجميع خالص تحياتي.

عبدالرحمن بن محمد السلمان - سدير