هربت السيدة المصرية منى بمحافظة القليوبية من السجن ولجأت لزوجها الذي استقبلها بالتعذيب ومارس عليها أشد أنواع العنف وأقسى أشكال القهر، فهربت لمنزل أسرتها حيث أصر والدها على عودتها لزوجها، ففضلت الرجوع للسجن طواعية وسلمت نفسها راضية مستسلمة ذليلة!
وأن تفضل المرأة السجن برغم مرارته على العودة لزوجها فهو أمر في غاية البؤس والشقاء! وأن لا تجد سندا وملاذا من لدن أسرتها فذلك منتهى المعاناة والعذاب! إن لم يكن زوجها أو أسرتها هما سبب سجنها ونتيجة عذابها!
وفي 8 مارس من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة؛ إلا أن وضعها في جميع أصقاع الدنيا وبالذات في الدول الإسلامية قاسٍ ومزرٍ ومؤلم بما يشير إلى أن العنف أصبح مرضا عضالا وخللا كبيرا يتفشى في معظم الأسر. برغم أن الأسرة في الإسلام تقام على المودة والرحمة (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) والعنف يتنافى مع تعاليم الإسلام، ويناقض معنى الرحمة والمودة، ويخالف فكرة أن الزوجين كل منهما سكن للآخر. وأين ذلك من توجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنك لن تنفق نفقة إلا أٌجرت عليها، حتى اللقمة ترفعها إلى فِي امرأتك).
وحين سئل عليه الصلاة والسلام من لدن أصحابه وهم حديثو عهد بجاهلية: ماذا تقول في نسائنا؟ قال: (أطعموهن مما تأكلون واكسوهن مما تكتسون ولا تضربوهن ولا تقبحوهن).
وفي الماضي القريب سمعنا عن قيام رب أسرة بحبس زوجته الأربعينية وأبنائه السبعة في منزل متواضع يحوي غرفة واحدة ودورة مياه، بعد أن أغلقه بإحكام وفرض الإقامة عليهم، فيما يعيش هو مع زوجته الأخرى في منزل آخر، حتى اشتد بهم الجوع فأصدروا أصواتا لإنقاذهم من سجنهم بلا خطيئة. وقرأنا عن إقدام رجل على قتل زوجته الشابة بطعنتين في الظهر والبطن لأسباب غير معلومة، وما يؤلم في هذا الخبر هو فجيعة أبنائها الأطفال وهم يرون والدتهم تسبح وسط بحيرة من الدماء في غرفة نومها. بينما أحيل الزوج القاتل إلى مستشفى الصحة النفسية للتأكد من وضعه العقلي والصحي برغم اعترافه بالجريمة!
وفي كل خبر، وبعد كل قصة نكتفي بالترحم والدعاء للزوجات المقتولات، والهداية للأزواج المجرمين، وقد تُجمع التبرعات لدفع الدية لأهل القتيلات حتى لا يقام على القاتل حد القصاص، إذ كيف يقتل رجل بامرأة؟!
وأحسب لو أن واحدة من المغدور بهن سئلت وهي في قبرها: بأي ذنب قتلت؟ لقالت: بل القبر أحب إلي!!
وحين يكون الموت مقرا آمنا لجسد أنهكه العنف، فالسجن أحرى بالإقامة عندما لا يتحقق الموت!
لك الله أيتها المرأة المعنفة: زوجة كنتِ، أو بنتا أو أختا أو.. أماً وهو الخسران المبين!!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny