تنأى عن الناس قليلاً.., فإذا هم يهرولون إليكَ..!
لا تحملهم أقدامُهم.., إنما تحملهم أصداؤهم..
ولسكنات المرءِ صوتٌ..
ولصمتِه صوتٌ..
ولمواقفِه صوتٌ..
ولصوتهِ صوتٌ..
حتى عندما يمنحك ظهره.., ويمضي..,
فلظهره صوتٌ..!
تتعرفُ الناسَ عن قربهم هذا.., وإن كنتَ في منأى عنهم..
تقول: قد أقبلوا عليَّ فعرفتُهم..
وعرفتُهم.., فميَّزتُهم..!
وحين يُميَّزُ المرءُ بأصدائه, فلن تخفى مواقفه على الآخر!!..
ولن يستطيعَ أن يستردَ منك أصداءه, وإن غير ألوان مواقفه..!!
تسألُ الصمتَ عنهم.., والكلامَ..
تسألُ المكانَ عنهم.., والزمان..
تفتحُ وجه المسافة بينكم..., ولا تغلق باب الدهشة منهم..
تتأملُ طويلاً..
تتسلل أسئلة للجوف..,
تُقضُّ مضاجعُ كانت ساكنةً فيكَ..
لماذا تفعل بك أصداؤهم الذي يفعلون.., وإن كنتَ في نأي عنهم....؟
ومع أنَّ المرءَ لا يجهلُ أنه في وضحِ حقيقته..,
لكنه يتجاهلُ بصيرةَ الآخرين..!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855