اطلعت على مقال الأخت رقية سليمان الهويريني في عمودها «المنشود» والموسوم بـ «الجمعيات الخيرية وهدر الأموال» بجريدة الجزيرة، العدد 14761 والمؤرخ في 16ربيع الآخر 1434هـ فوجدته مقالاً رائعاً فيه توجيهات تدل على غيرة الكاتبة وحرصها على توجيه موارد الجمعيات الخيرية بما يحقق أهدافها وإنفاقها على مستحقيها، ونحن في جمعية نقاء إذ نشاركها هذا الهم نحب أن نوضح الآتي:

1 - إن اختيار الجمعية لهذا الموقع جاء من منطلق أهدافها ورسالتها الرامية إلى إيصال رسالة الجمعية إلى كافة شرائح المجتمع، ولا يخفى عليكم أن هذه الآفة لا تنتشر في حي معين، وإنما تكاد تنتشر في كل الأحياء والمناطق، ولهذا كان لا بد من البحث عن موقع مناسب يحقق أهداف الجمعية في التوعية، فكان اختيار هذا الموقع لتوسطه، وسهولة الوصول إليه وبخاصة أنه يقع على خط دائري مما يسهم في التعريف بالجمعية من خلال اللوحة التعريفية البارزة على واجهة المبنى، وكثير ممن زار الجمعية قد عرفها من هذا الموقع الإستراتيجي، وهذا ما يلبي طموحاتنا في إعطاء البعد الإعلامي للجمعية، بما يسهم في انتشارها وتوسيع دائرة الإفادة منها، عِوضاً عن التكاليف الإضافية للوحات الإعلانية.

2 - أتفق مع الكاتبة فيما ذهبت إليه من توجيه موارد الجمعية في تنمية المجتمع، والنهوض به، وفيما أعلم أن هذا الإجراء هو المعمول به في كثير من الأحياء فما من حي إلا وفيه جمعية من جمعيات البر، ولها برامجها التي استفاد منها قطاع كبير من الشرائح المستهدفة.

3 - إن اعتماد الجمعيات الخيرية على التبرعات والهبات، لم يعد أمراً مقبولاً في ظل الاحتياجات المتعاظمة وانتشار البطالة والفقر، وظهور عادات لم تكن مألوفة في المجتمع كالتدخين والمخدرات... إلخ ولذا كان من المهم البحث عن بدائل أخرى لتنمية مواردها الخاصة، والجمعية في سياستها التطويرية (الحالية) وضعت تلك التحديات ضمن إستراتيجية شاملة تضمن لها زيادة إيراداتها واستدامة مشاريعها دون الاعتماد على التبرعات، والطرق التقليدية، أو ما يُخصص للأنشطة ولكن استثمارات وشراكات ذاتية للجمعية بما يحقق مصالحها انطلاقاً من مسؤولياتها تجاه المجتمع، وبما يُلبي حاجة الجمعية في نشر ثقافة مكافحة التدخين والحد من انتشار هذه الآفة من خلال البرامج التوعوية والعلاجية.

ناصر بن عبد الرحمن الجريد - المدير العام التنفيذي لجمعية نقاء