استوقفني خبر مفزع نشرته الجزيرة، مفاده أن دوريات الأمن بمنطقة الرياض قبضت على لص سعودي في الثلاثين من عمره متلبساً بسرقة منزل أحد المواطنين، وبحوزته سلاح ناري!
وذكر في سياق الخبر أن غرفة عمليات دوريات الأمن قد تلقت بلاغاً من أحد المواطنين عن دخول شخص مشبوه لشقته التي يسكنها، وأنه يحمل سلاحاً، ويشك في أنه بحالة غير طبيعية!
والجميل في الخبر على سوئه أنه تم التعامل مع التبليغ بجدية وسرعة؛ حيث تم توجيه رجال الدوريات الأمنية إلى المبنى على الفور، وحاصروا اللص من جميع الجهات، وقاموا بالمسح الأمني، وقبضوا عليه وهو يحاول الخروج من مدخل العمارة مسرعاً، ووجد باب شقة المبلِّغ مفتوحاً بالقوة، وبه آثار تكسير، والأثاث مبعثراً، وبتفتيش المتهم عُثر على سلاح ناري غير مرخص وطلقات حية عدة، وضُبط معه مفتاح سيارة صاحب الشقة.
والواقع أن هذا الخبر مريع جداً؛ حيث يحمل مخاوف عدة، أولها فكرة السرقة، وثانيها حمل السلاح، وليس آخرها مداهمة منازل الآمنين!
وأحسب أن أي واحد يمكن أن يتعرض لذلك! برغم توقعي أن الشقة السكنية أكثر أمناً من الفلل الكبيرة؛ لوجودها ضمن بناية، تضم شققاً عدة، ونادراً ما تخلو من دخول السكان وخروجهم على مدار الساعة، إلا أن هذا اللص المجرم بعثر توقعاتي؛ فلم يكتفِ بالتخطيط للسرقة سِلماً بل اختارها حرباً حينما حمل معه سلاحاً أسود، وقد استعد برصاصات إضافية! بما يعني أنه قد هيأ نفسه لخوض حرب يمكن أن تنتج منها وفيات أو إصابات!
وفي هذه الحالة لا يمكن أن تتوازى القوى بين لص مجرم وساكن آمن في منزله مهما كان يمتلك من القوة الجسدية والعقلية! إذ كثيراً ما يحذر الناس بعضهم بعدم إبقاء عائلاتهم وزوجاتهم وحدهن في المنزل تخوفاً من مداهمة اللصوص والمعتدين! وهذا اللص بدَّد التحذير؛ حيث يتساوى الرجل مع المرأة وحتى الأطفال! طالما كان السلاح بيد مجرم، لا يقيم وزناً لحرمة النفس والعِرض والمال!
وليس من المنطق والعقل أن ندعو الناس للتسلح وتوفير أنواعه في منازلهم؛ لخطورة ذلك حين يستخدمه من لا يفكر في العواقب، فضلاً عن المندفعين والمتهورين والطائشين!!
وما زال الأمر يشغلني كثيراً، وأحسب أنني نقلت قلقي وتوتري لقرائي! ولكن ما يخفف التوتر أن تلك الواقعة لا تُعتبر ظاهرة؛ حيث إن بلادنا - بحمد الله - تنعم بأمن وسلام، إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية أخذ الحذر والاحتياطات الضرورية، وينبغي التحرز من السرقة والاعتداء باستخدام الأبواب الحديدية المتينة وذات الكفاءة العالية بوجود أكثر من مزلاج، والمزودة بتقنية التنبيه بإصدار صوت مميز حين فتحها عنوة ودون مفاتيحها؛ ما ينبِّه الساكن وبقية السكان للخطر، وهو ما قد يحد من السرقة إن شاء الله. نسأل الله السلامة.
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny