الجزيرة - فرح التومي:

أدى بعد ظهر أمس أعضاء حكومة علي العريض اليمين الدستورية أمام رئيس الدولة محمد المنصف المرزوقي في قصر الرئاسة بالضاحية الشمالية للعاصمة، وذلك بعد أن نالت الحكومة الجديدة ثقة أغلبية أعضاء المجلس الوطني التأسيسي بـ(139) صوتاً مقابل رفض 45 نائباً واحتفاظ 13 عضواً بالمجلس بأصواتهم. وهكذا تكون الحكومة قد نجحت في الحصول على حوالي 70 بالمائة من أصوات أعضاء المجلس التأسيسي. وعلى غير ما توقعته المعارضة المتشددة للحكومة، فإن نسبة نيل الثقة قد فاقت كثيراً توقعات الرافضين لحكومة يرأسها قيادي نهضوي، فيما كان المطلوب الحصول على 109 صوت فقط لتمر الحكومة الجديدة.

وكانت جلسة ثانية تمت صباح الأربعاء بالمجلس الوطني التأسيسي حيث واصل النواب مناقشتهم لتشكيلة العريض الجديدة ولبرنامجها الذي تولى رئيس الحكومة المكلف تقديمه صباح أول أمس الثلاثاء. وبالرغم من الجو الديمقراطي الذي جرت فيه المناقشات، إلا أن المراقبين السياسيين يرون في حصول خكومة العريض على الأغلبية ما كان له أن يتم لولا تعمد عشرات الأعضاء التغيب اليوم بالذات في حركة أرادوا من خلالها التعبير عن رفضهم للحكومة الجديدة.

وشهدت الجلسة الصباحية أمس تشنجاً طفيفاً من طرف بعض أعضاء المجلس المنتمين لأحزاب معارضة كانت تشبثت بحكومة الجبالي في أيامها الأخيرة خاصة بعد طرحه لمبادرته بتشكيل حكومة كفاءات مصغرة غير متحزبة، وهي مبادرة أسقطتها حركة النهضة ذاتها رافضة تسليم الوزارات وبالتالي مقاليد الحكم الى إطارات من خارج أحزاب الترويكا.

من جانب آخر أعلن أمس عن وفاة الشاب الذي أقدم أمس الأول الثلاثاء على حرق نفسه وسط الشارع الرئيس للعاصمة متأثراً بمضاعفات النار التي التهمت جسده ولم تفلح معها محاولات أطباء المستشفى في إنقاذه.

من ناحية أخرى عثرت قوات الغوث المدنية على بعض جثث البحارة الذين غرق بهم مركبهم منذ أكثر من أسبوعين في سواحل صفاقس. وبالرغم من محاولات انتشال حطام القارب والبحث عن بقية البحارة البالغ عددهم الجملي 13 بحاراً إلا أن سوء الأحوال الجوية حال دون ذلك خلال الأسبوع الأول. وهي مأساة خلفت عشرات الضحايا فيما ينتظر البقية انتشال الجثث التي لا تزال عالقة في البحر.