|
الجزيرة - الرياض:
أكَّد محافظ الهيئة العامَّة للاستثمار رئيس مجلس إدارة هيئة المدن الاقتصاديَّة المهندس عبداللطيف العثمان، على أن المملكة تتمتع بالاستقرار وتمتلك مقوِّمات ومرافق البنية الأساسيَّة القوية التي تُؤهِّلها لاستضافة واستيعاب كبرى المشروعات العالميَّة في مختلف المجالات، بما يحقِّق قيمة مضافة للاقتصاد ويحقِّق نقل وتوطين التقنيَّة ويوفر فرص عمل جيِّدة لأبناء وبنات المملكة، تمكَّنهم من خدمة وطنهم ومجتمعهم.
وشدد العثمان، على أنّه في الوقت الذي نشير فيه إلى الخطوات الموفقة التي بدأت تشهدها مدينة الملك عبد الله الاقتصاديَّة برابغ وما يقوم به المطور الرئيس من جهود في هذا الإطار، فإننا نركز على أهمية أن نشهد في الفترة القادمة مزيدًا من الأعمال في كلِّ المواقع لإنهاء البنى التحتية للمشروع وتسريع وتيرة الإِنْجاز على أرض الواقع، حتَّى تمضي هذه المدينة الاقتصاديَّة المتميزة بفكرتها والجريئة بطموحاتها في المسار الصحيح بإذن الله.
جاء تصريح محافظ هيئة الاستثمار عقب جولة تفقدية نهاية الأسبوع الماضي لمشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصاديَّة للاطِّلاع على آخر التطوُّرات التي تشهدها مرافق المدينة، الذي رافقه خلالها كل من: وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، ووزير العمل عادل فقيه، ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور فهد المبارك، وأمين عام هيئة المدن الاقتصاديَّة، حيث شملت الزيارة الميناء ومنطقة الوادي الصناعي وتفقد المصانع المقامة فيه التي تحت التأسيس، كذلك زيارة لمصنع شركة الأنسجة العالميَّة جرايف وهو استثمار مشترك (سعودي أمريكي) الذي بدأ في مرحلة الإنتاج الفعلي بطاقة إنتاجيَّة تبلغ 25 ألف طن ستصل إلى 100 ألف طن بعد اكتمال مراحل المشروع، ليكون المصنع المقام في المملكة المغذي الرئيس لشبكة مصانع الشركة حول العالم.
وأعرب العثمان عقب الجولة، عن سعادته بأن تكون هذه المشروعات هي باكورة لاستثمارات نوعية تقام في منطقة الوادي الصناعي وأن نرى أيْضًا بوادر التعافي والتوجُّه الصحيح لمشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصاديَّة الذي تَمَّ إطلاقه وفق رؤية اقتصاديَّة وتنموية قائمة على التعاون والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص وتفاءل به الجميع، وذلك لإيجاد بيئة تنافسية تستطيع من خلالها المملكة استقطاب الشراكات العالميَّة والشركات المحليَّة لتطوير وتنويع الاقتصاد والدخل في المملكة وتحقيق التنمية الإقليميَّة المتوازنة، مؤكدًا بأن ما نشهده اليوم من مصانع ومشروعات عالميَّة تأتي إلى رابغ للمساهمة في تنمية هذا الجزء الغالي من وطننا الحبيب هو بداية قطف ثمار رؤية سديدة وثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- في تحقيق التنمية الإقليميَّة المتوازنة، الذي كان - حفظه الله- الداعم الأكبر لمشروعات المدن الاقتصاديَّة من خلال متابعته المباشرة وتوجيهاته المتكررة بضرورة العمل على تذليل كل العقبات التي واجهت تطوير هذه المشروعات في بدايات إطلاقها.
وقال رئيس مجلس إدارة هيئة المدن الاقتصاديَّة: إن منطقة الوادي الصناعي بمدينة الملك عبد الله الاقتصاديَّة تمثِّل خيارًا ممتازًا للشركات الصناعيَّة لقربها من مرافق مهمة تحتضنها المدينة مثل الميناء وغيرها من الخدمات اللوجستية التي تُعدُّ عوامل جذب إضافية تسهم في تشجيع كبرى الشركات العالميَّة على إقامة المشروعات الاستثماريَّة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن هناك إقبالاً متزايدًا من شركات محليَّة وأجنبيَّة لإقامة مشروعات صناعيَّة فيها، موضحًا أن ما كنا نحلم به في يوم من الأيام ونراه بعيد المنال وهو أن تكون هذه المدينة مركز جذب للمستثمرين المحليين والأجانب سيتحقق بإذن الله بالتعاون وتضافر الجهود وتكاملها بين القطاعين الحكومي والخاص، فلدى المملكة كل الإمكانات والعوامل التي تساعدنا لجذب الاستثمارات النوعية.
من جانبه، أعرب وزير التجارة والصناعة عقب الجولة عن سروره بافتتاح هذا المشروع النوعي في مدينة الملك عبد الله الاقتصاديَّة، وقال: «نسعد برؤية مشروع صناعي بهذا الحجم من قبل شركة عالميَّة ومتميزة ومن خلال شراكة استثماريَّة سعودية أمريكيَّة وهو ما سيضيف الكثير لتنمية الصناعة في المملكة وتطويرها بما يعزِّز جهود الدَّوْلة لتطوير القاعدة الإنتاجيَّة للاقتصاد الوطني وتنوّعها»، مؤكدًا على أن النُّهوض في القطاع الصناعي السعودي وتنميته هو خيار إستراتيجي للدَّوْلة ونعمل معًا في وزارة التجارة وهيئة المدن الصناعيَّة والهيئة الملكية للجبيل وينبع إضافة إلى هيئة المدن الاقتصاديَّة كفريق واحد لتحقيق هذا الهدف.
من جهته، أكَّد فهد الرشيد العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة اعمار المدينة الاقتصاديَّة المطور الرئيس للمشروع الالتزام الكامل للمطور في تنفيذ كافة مراحل المشروع بالس رعة والدِّقة المطلوبة، موضحًا أن الجهود الحالية تتركز على تذليل العقبات ومراجعة آليات التنفيذ بما يضمن دفع المشروع إلى الأمام. وقال الرشيد ما يجري حاليًا من أعمال إنشائية وحراك في المدينة هو انعكاس لما تحظى به المدينة من دعم، ومساندة من هيئة المدن الاقتصاديَّة والجهات الحكوميَّة الأخرى والزيارة المشتركة لِكُلِّ من وزير التجارة والصناعة ومحافظ هيئة الاستثمار ومؤسسة النقد وحرصهم على التجوَّل في كافة مرافق المدينة ومتابعة سير العمل فيها هو تجسيد عملي لهذا الدَّعم ونطمح لاستقطاب مزيد من الاستثمارات النوعية التي تقام بالمدينة الاقتصاديَّة.
من جانب آخر، أوضح صخر جمجوم المدير العام شركة جرايف أن التحالف مع الشركة الأمريكيَّة يمثِّل إنجازًا نوعيًا في هذه الصناعة، مشيرًا إلى أن التحالف السعودي الأمريكي قام بالاستحواذ على أربع شركات عالميَّة في كلِّ من ألمانيا وتركيا تقوم بإنتاج الأنسجة المرنة للتغليف وبذلك وصلت الحِصَّة السوقية للتحالف السعودي الأمريكي 10 في المئة من السُّوق العالميَّة في هذا القطاع.
وأكَّد جمجوم أن التحالف الإستراتيجي للشركة يمتلك 19 مصنعًا حول العالم في كلِّ من ألمانيا وتركيا والصين وبلجيكا وفرنسا والمكسيك والبرتغال ورومانيا وبريطانيا وأمريكا وأوكرانيا وفيتنام وباكستان وتايلند وفنلندا والمغرب، ويبلغ إجمالي المُوظَّفين في تلك المصانع أكثر من ستة آلاف موظف، مشيرًا إلى أن اختيار المملكة لإنشاء هذا المصنع الضَّخم جاء نتيجة للموقع الإستراتيجي للمملكة، إضافة إلى القرب من الموادّ الأولية المستخدمة في صناعة النسيج المتمثلة في المنتجات البتر وكيماوية.
كما لفت إلى أن المشروع في مدينة الملك عبد الله الاقتصاديَّة سيُنفّذ على أربع مراحل، كما سيوظف المصنع أكثر من 1300 موظف منهم ما لا يقل عن 700 موظف سعودي.