تتنوع الاقتراحات التي تصب في خدمة السوق المالية، ومعظم هذه الاقتراحات تأتي من متخصصين، لكن أزمات هذا السوق تستمر، وعدم الثقة فيه تتواصل، إلى درجة أن هناك من يؤكد أنه موجّهٌ لخدمة فئة معينة على حساب بقية الفئات، فهذه الفئة هي التي تثرى من خلاله، وبقية الفئات هي التي تُسحق تحت الأقدام.

لماذا يصل الحال بالسوق إلى هذه الدرجة؟! لماذا، مع تغيير قياداته، ومع صدور العديد من الأنظمة التي كان يجب أن تسهل آلياته، لا يزال سوقاً مريضاً؟! ستقولون إن كل سوق في العالم معرض للانهيارات وأن الخسائر والمكاسب مرتبطة بالمؤشرات الاقتصادية الراهنة، وهذا الكلام صحيح في كل أسواق العالم، إلاّ في سوقنا، فهو -ما شاء الله عليه- أحمر دوماً، مهما كانت إيجابيات المؤشرات النفطية والسياسية والأمنية! لماذا؟! الله وحده يعلم، وإن كان هناك من يعلم، لكنه يحاول أن يمثّل علينا دور مَنْ لا يعلم.

لقد اقترح الزميل راشد الفوزان، في محاضرته التي ألقاها في الغرفة التجارية الصناعية، أن يكون هناك سوق رديف يحتضن الشركات الجديدة لمدة سنتين، وبعد أن يحقق أرباحاً متتالية، ينتقل للسوق الرئيسي. ودعا خالد المقيرن، رئيس لجنة الاستثمار والأوراق المالية بالغرفة إلى تأسيس أقسام خاصة بالأسواق المالية في جامعاتنا، بهدف ترسيخ ثقافة مالية في المجتمع، تستطيع الاستفادة من هذا السوق.

وهذه المقترحات في رأيي لن تنفع، إذا كان أساس البيت مصنوعاً من الرمل، أي هبّة ريح تسقطه!