لست ضد الاحتراف في العمل الصحفي بل هو ضرورة ومطلوب وبدونه لن تكون هناك صحافة حضارية متفاعلة مع هموم الأمة والوطن لأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون هناك جريدة بدون مدير عام ورئيس تحرير ونوابه ومدير تحرير وسكرتير تحرير وفنيون وخلافهم أنما أقصده في هذه المقالة الكتاب الذين يبحثون لهم عن حضور في أحد الصحف لكي يظفروا بزاوية أسبوعية أو يومية يستطيعون من خلالها الحصول على مكافأة مجزية تعينهم على مواجهه متطلبات الحياة هؤلاء أصبحوا في السنوات الأخيرة بكثرة ويتنقلون من جريدة إلى جريدة لأسباب عدة قد تكون تعود إلى اختلاف مع رئيس تحرير أو إغراءات من جريدة أخرى هذا الصنف من الصحفيين راج كثيراً في صحفنا المحلية والقارئ منقسم بين مرحب وبين معارض فالمرحبون لهؤلاء لازالوا متابعين لهم ومعجبين بهم ويرون فيهم أنهم يملكون مقومات العمل الصحفي الناجح ومن أهمها عنصر الإثارة والشفافية والثقة وقوة الطرح والبعض الآخر يرى خلاف ذلك فالإثارة لم تكن إيجابية وضحالة المقالة وحالة خالف تعرف هي الحاضرة أما المقومات الأساسية في المقالة مفقودة وبالمقابل هناك كتاب ينسبون أنفسهم إلى العمل الصحفي بمجرد نشر مقالة أو مقالتين وهذا السلوك من الأسباب التي أثرت على العمل الصحفي الممنهج مما جعل مخرجات العمل الصحفي ضعيفة وقليلة حتى الأكاديميون زجوا بأنفسهم في العمل الصحفي توقعاً منهم أن من حمل مؤهلاً علمياً أصبح من الصحفيين ونسوا أن الصحافة موهبة قبل أن تكون مؤهلاً علمياً صحيح أن المؤهل يثري ويزيد من حصيلة الصحفي ولكن بدون وجود الموهبة الصحفية لا يمكن للكاتب أن يبدع ويتفنن في الكتابة وآدابها وأذكر بهذه المناسبة حديثاً دار بين أحد رؤساء التحرير في أحد الصحف المحلية عندما عتب الأكاديمي في عدم نشر مقالاته في الجريدة فرد عليه رئيس التحرير ليس كل من أصبح أكاديمياً ممكن أن يكون كاتباً في الجريدة وفي زاوية معينة منها ولكن الجريدة منظومة لمعرفة واسعة يمكن أن تحيلكم إلى الصفحة التي تتناسب مع مقالتكم فغضب هذا الأكاديمي وسخر من رئيس التحرير لأنه لم يعجبه هذا الرد متباهيا بمؤهله الأكاديمي أيضاً من الأمور التي لفتت انتباهي في احتراف العمل الصحفي أنه يوجد أحد الكتاب المرموقين يكتب في زاوية في أحد الصحف العربية العالمية جند طاقماً كبيراً ليكون داعماً له في صناعة مقالته التي يكتبها في زاويته اليومية التي في السنوات الأخيرةم تأتِ بجديد وهي أشبه ما تكون من سرد تاريخي لبعض المواقف وعلاقته ببعض القادة ورجال السياسة ولكن قد يكون لحضوره السابق وخبرته الماضية في العمل الصحفي سبباً في تمسك الجريدة به والذي ذكرني بموقف دار بيني وأحد المسئولين في أحد الصحف المحلية لماذا تتيحون الكتابة لبعض الصحفيين القدامى والذين أصبحوا من الماضي لأنهم لم يأتوا بجديد فقال يهمنا سمعتهم وسجلهم والقارئ هو الحكم وهذا في رأيي رد غير مقنع لأن الصحفي يجب أن يكون حاضراً ومقومات المقالة والإبداع والتجديد هي سمة من سماته فلهذا لابد أن تكون هناك معايير تتبعها الجريدة لتهيئة المناخ المناسب للاحتراف في العمل الصحفي.
والله من وراء القصد.
mid@abegs.org