|
لم يكن الكثير من متابعي كرة القدم يعول الكثير على ذلك الفريق القادم من واحات النخيل ليخوض معترك دوري زين، فالدوري قوي ويحتاج إلى نفس الكبار، كما أنه طويل ويحتاج إلى توافر الإمكانات الجيدة ومصادر الدخل المتعددة وهو ما يفتقده ذلك الفريق الطامح للبطولات، فالإمكانات بسيطة ومصادر الدخل محدودة، ولكنه لم ييأس واستعاض عن كل ذلك بالعزيمة والصبر والكفاح وطوع إمكاناته المتوافرة لتحقيق الحلم، فظل يكافح ويناضل ليبني لنفسه مجدا ويضع له اسماً بين العمالقة الكبار، لم يستسلم ويستكن إلى مسمى الكبار فهو يؤمن بأن الصغير سيكبر يوماً ما، وأن التفوق ليس سمة لأحد ويمكن تحقيق التفوق بالصبر والكفاح، وأن منصات التتويج حق للجميع وليست حكراً على أحد، نعم لقد ألغى فريق الفتح مقولة «الكبار» وبدأ يقصي خصومه واحدا تلو الآخر ويرتقي الدرجات في سلم ترتيب الدوري حتى بات قريبا من تحقيق الحلم، بل حول الحلم إلى حقيقة والخيال إلى واقع وتبوأ مركز الصدارة على الرغم من ضعف الإمكانات المتوافرة، وألغى مقولة ضعف الإمكانات التي يتشدق بها غيره عند أول سقطة ويجعلها شماعة يعلق عليها فشله، كما لم ينسق خلف موضة تغيير المدربين الذين أصبح الكثير منهم كبش الفداء لأول سقطة للفريق، بل أعطى الفرصة لمدربه لكي يخطط ويبني هذا الفريق المعجزة ليثبت للجميع أن الفكر والتخطيط قد يجعل من الصغير كبيرا يوما ما على الرغم من ضعف إمكاناته، كما أثبت أنه بإمكان العقلية الإدارية الناجحة تحقيق شيء من لا شيء كما أن بإمكانها صنع المعجزات حتى وإن لم تتوافر مصادر الدخل الجيدة، فالفكر وحده يكفي للتغلب على الصعوبات. لقد قدر الفتح ذاته ولم يشكك في قدراته، وهو ما كان يغيب عن بعض الفرق التي أخفقت ولم تقدم ما يذكر، بينما أصبح هذا الفريق النموذجي مثالاً يحتذى، فهل يتوج ذلك التفوق ببطولة دوري زين، فذلك هو مطلب الجماهير الرياضية التي ملت من أسطوانة «الكبار»، كما أنه بات لزاما على شرفيي النادي دعم الفريق ليعزز من صدارته ويحكم القبضة على بطولته فهو بحاجة ماسة للدعم لمواصلة المسيرة وتحقيق النجاح فهل يتحقق ذلك؟
الرياض
Homod7@hotmail.com