|
بقلم - عبدالله بن حمد الحقيل:
الأستاذ أحمد أمين، علم من أعلام الفكر العربي والإسلامي، أسهم في إحياء كثير من كتب التراث العربي القديم، ومن دعم النهضة التعليمية والأدبية بمؤلفاته الكثيرة في التاريخ والأدب واللغة والاجتماعي ولد عام 1886م وتوفي 1954م، وله كتب عدة منها «رسائل إلى ولدي» ضمنها نصائح أبوية للناشئين، وما ينبغي أن يكونوا عليه من جد ومثابرة وإخلاص وعلم وطموح، والبعد عن الرذائل والانحراف والالتواء.
لقد شملت تلك النصائح على توجيهات سديدة وحب وإخلاص لإشاعة الفضيلة والثقة، فكانت رسائل واضحة مضيئة، وحث على سلوك الطريق القويم وقد أمضيت في مطالعتها وقتاً جميلاً.
والأستاذ أحمد أمين من القمم الثقافية في أدبنا المعاصر، فهو أحد أولئك الرعيل الرائد الذي خدم المسيرة الأدبية وأثرى بحياته الفكرية فيما قدم من عطاء وإنتاج وكتب وبحوث ودراسات ومحاضرات.
لقد دخل ذلك الرحيل باب الشهرة الأدبية الخالدة من أوسع أبوابها، وسيظل أدبهم وفكرهم متألقاً يسير به جيل إثر جيل.
لقد امتاز أحمد أمين، بدقة بحوثه التي يتناولها وتقصيه وتحليله وبحثه عن المعاني التاريخية والفكرية وحرصه على استنباط الفكرة وكشف الحقيقة.
لقد صور أدبه في صدق ويبدو ذلك فيما قدمه من مؤلفات وبحوث متنوعة في الأدب والأخلاق والفلسفة والدراسات الإسلامية.
لقد كان عالماً متعدد المواهب والجوانب، وأخرج عدداً كبيراً من المؤلفات من أبرزها «يوم الإسلام، فجر الإسلام، وضحى الإسلام وظهر الإسلام، وفيض الخاطر، والنقد الأدبي، وفقه الفلسفة اليونانية، وحياتي»، وغير ذلك من الكتب والمؤلفات العلمية المفيدة ذات الأثر الفكري في مجال الثقافة وضروب الأدب والاجتماع.
ولقد عمل أستاذاً في الجامعة وعميداً لكلية الآداب وعضواً في مجامع اللغة العربية حيث أتاحت له الوقوف على المشاكل اللغوية والأدبية وتمكن من الاطلاع على آراء الباحثين والمفكرين.
لقد كان صريحاً وواضحاً في كتابه تاريخ حياته، حيث أخرج كتابه «حياتي» فكان يعتبر صادقا عن حياته وظروفه ومدى جد والده في توجيهه ووضع برنامج مرهق يسير عليه في دراسته، ولقد شارك بالكتابة في مجلة الرسالة بمقالة أسبوعي، وكانت تغلب على كتاباته الصبغة الأدبية والاتجاه الإصلاحي، ثم صار مديراً لمجلة الثقافة، حيث صار يكتب فيها المقالات والبحوث الفكرية والأفكار الخصبة المثمرة إلى جانب الإسهام في نشر ذخائر أدبنا القديم كشرح ديوان الحماسة «والهوامل والشوامل» وجريدة العصر للعماد الأصفهاني والعقد الفريد وغيرها حيث يبسط أفكاره في قوة ووضوح، وقد طبعت في كتاب صغير.
ولقد كان لكتابه في النقد الأدبي اهتمام لدى الأدباء حيث اشتمل على بحوث في النقد وأصوله عند الغربيين، كما دار بينه وبين النقاد معارك أدبية في الأدب العربي، وقد جاء الكتاب في جزئين وفيه يركز على وجوب الاهتمام بالمعنى وتقديمه على اللفظ كما كان يحمل على مذهب الفن للفن.
لقد استمر يكتب ويؤلف ويحاضر ويتحدث رغم شيخوخته وعدم قدرته على الكتابة حيث استعان بكاتب يملي عليه أحاديثه ومقالاته حيث كان يداه ترتعد وترتعش إلى جانب ألمه في عينيه.