أهداني أخي وأستاذي عبدالله بن محمد اليابس نسخة من كتابه (القويعية قاعدة العرض) صادر عن مطابع الحميضي الرياض الطبعة الأولى 1433هـ/ 2012م والكتاب سفر ضخم يقع في 852 صفحة مقسم إلى ثلاثة عشر فصلاً علاوة على المراجع والفهارس.

وقد سررت كثيراً بهذا الإهداء لما للقويعية من مكانة سامية في نفسي لإنها مسقط رأسي ومرتع الصبا وريعان الشباب، أضف إلى ذلك ما يحظى به أستاذي من محبة زرعها بتواضعه وعلو همته وكرم أخلاقه والده الرائد الأول وشيخ المعلمين محمد بن عبدالله بن سعد اليابس الذي عاصر تعليم الكتاتيب والتعليم الحديث، وترك أثراً طيباً وبصمة مضيئة لا تزال عالقة في أذهان أبنائه ومحبيه رحمه الله تعالى.

وترجم للعديد من العلماء، على رأسهم الشيخ العلامة عبدالله بن علي اليابس، الذي نشأ في القويعية ودرس على مشايخها ثم شد الرحال إلى الرياض، ودرس على العديد من العلماء على رأسهم الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ، ثم شد الرحال إلى الأحساء ودرس على علمائها ثم اتجه إلى قطر ودرس على الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع ومنها إلى الشارقة ودرس هناك فترة، ثم ركب البحر متجهاً إلى الهند ودرس على الشيخ محمد المباركفوري، ثم شد الرحال إلى مصر واستقر هناك ودخل الأزهر وتبحر في علوم اللغة العربية والبلاغة والعروض، له باع طويل في نظم الشعر وأصبح له صوت مسموع وذكر محمود وذاع صيته ولمع نجمه وأطلقوا عليه الشيخ النجدي شارك في الحراك الثقافي والمماحكات التي اشتعل أوارها بين أقطاب الثقافة في مصر ودخل مع رفيق دربه عبدالله القصيمي في سجال شارك فيه رموز الثقافة في مصر ترك أثراً لا يزال صداه يتردد إلى اليوم وله العديد من المؤلفات القيمة.

ثم ختم الكتاب بنبذة عن مدينتي (الدوادمي) و (الشعراء) باعتبار أن لهما صلات وشيجة وقربى مع أهل القويعية.

هذه لمحة سريعة عن هذا الكتاب الذي يعتبر بحق لبنة في صرح بنائنا الثقافي والتراثي ومرجعاً مهماً لا يمكن الاستغناء عنه، وسيجد المتلقي أنه أمام سياحة ثقافية ممتعة تشبع نهمه المعرفي.

جزى الله شيخنا عبدالله بن محمد اليابس على هذا الجهد وهذا العطاء الذي سوف يخلده التاريخ بحروف من نور.. والله الهادي إلى سواء السبيل.

أ. عبدالله بن علي الجبرين- الظهران