(1) دمعة
أصبحت تشع في الظلام كشمس،
- لا تمسحيها ودعيها تنير لنا الطريق،
أحرقتني بجمرها،
- لا تمسحيها إنها آخر قطرة،
قتلتني بما تحمله من حزن،
- لا تمسحيها فهي كل ما تبقى من ذكرى،
تعثرت دون أن أدري، ودوت عند ارتطامها بالأرض المفترضة،
- ما بك يا أمي كانت هي كل الطريق الذي يصلنا بالعالم الراحل؟؟؟.
(2) سينادون باسمك
قبل أن أخرج وضعت قليلاً من الصوت المعلق على المشجب الصوتي وبعض ألوان صورة ملتصقة بالحائط.
الجمهور غفير في الخارج ولخطواتي طعم الملح على شفة الشارع المندحرة أمام عبوة ناسفة تترصدني.
كنت أعلم أنها اللحظات الفاصلة.. وإن صرختي لن تصل أبعد من نهاية طريق ملتو بتعمد وحنق.. وأن ألواني ستتناثر لتتم إزالتها بخراطيم المياه بعد قليل.. ولن يلبث لي وجود على خرائط عصية على الرائي.
قد أعلن أوان حصاد الغرباء.
في السوق سألت أمي:
- ما أفعل إن تهت يا أماه؟
- لا تخافي سينادون باسمك من منبه ما، وسأجيء لاصطحابك.
كدت أدثرها بألواني المسروقة من صورة..
وانتظرت بلهفة لعدة ثوان كأنها الدهر كله لعل أمي تسمع اسمي..
- أتراهم لم ينادوا باسمي أم أن صرختي تلاشت بين لغط الموتى؟.