لماذا كلما لملمت أوراقي وكتبي ودواوين أشعاري
يهاتفني منك هاتف أن أبقى لبعض الوقت
ولماذا كلما استبقت الوقت
تعيدني ذكرياته لأيام مضت
ولماذا كلما حاولت إشعال النار في ألبوم صوري
اشتعلت أصابعي
ولماذا كلما فررت منك عدت إليك
دعي الرحيل يأخذ مساره
والوقت يبلغ منتهاه
دعي الفراق يعرف طريقه
فلا مكان للاختباء من الفرار
مأساتنا أننا قررنا بغير محض إرادتنا ...
الفراق
وبغير إلحاح من مشاعرنا أشرعنا قلوبنا
للفرار
وأوصدنا في وجه اللقاء الأبواب
وبدون إرادتنا جافينا اللقاء
وحثونا على الماضي
حفنة من تراب
أعلم أنه لست أنت ولست أنا
من فنح نوافذ الفراق
وأعلم أنك تكابرين... وأنك تتصنعين القدرة على البعد والاختباء
وأدرك بأنك أضعف من ريشة يطوَحها الهواء
يا صديقة الأيام...
أرأيت حين يختبئ القمر عن وجه السماء
وكيف يطول بخطونا المسير نحو نهايات العذاب
وهل لمحت الحزن يسكن عيون النجوم
وكيف أن المطر قرر عدم الهطول
وأن الليالي تزين وسائد الشوك بدمع البكاء
وأن الصبر ربما قرر الانتحار
حتى الأسماك في البحر
تهجر البحار
لماذا أنت وأنا... وهذا الحب
غيَرنا تفاصيل الزمان
وألغينا مواقيت الفصول
وأخلفنا مواعيد هطول المطر
وكيف جعلنا الشوق ينبت في الحجر
ولماذا غدت الثواني أطول من مسافات الضجر
ولم آثرنا كسر نبوءات الكلام
ولم لم ندرك يوماً معاني الكلام
أصدقك القول إنني قبلك فكرت في الفرار
وفكرت كثيراً السفر إلى موانئ بلا بحار
وعوالم يغشوها الضجيج والزحام
وتعلمت أن أنصت لوقع ترانيم المطر
تقرع أبواب نافذتي «أنشودة المطر»
تعالي...
دعينا نقرر مصير هذا الحب
ونحدد مسارات القرار
إما إلى الجنة أو إلى النار
إلى النار... الفرار
«البستاني»