في هذه الأيام تمُوج الفتن من حولنا فكثر الهرج والمرج فاللهم ارفع مقتك وعذابكَ عن عبادك. ولكننا ولله الحمد في هذه البلاد الطاهرة المباركة قد جنبنا الله ذلك، فمنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن- طيب الله ثراه- إلى اليوم ونحن نعيش في أمن وارف وعيش رغيد كل هذا وذاك بسبب أن هذه البلاد وأهلها وولاة أمرها رحم الله السابق منهم وحفظ الله اللاحق كانوا قد عرفوا أن النعيم الذي نعيش فيه ما تأتى إلا لكوننا أطعنا المنعم وقدرناه حق قدره.. فعلمنا أن من سجد لله وابتهل وأهل بِاسمه فإن الله تعالى يجازيه أعظم الجزاء في هذه الدنيا ناهيكم عن جزائه في الدار الآخرة.
إن هذه البلاد المباركة قد اتخذت كتاب الله ووحيه الطاهر دستوراً ونبراساً تمشي به فيُفضي بها إلى مسالك النور ودروب الهداية. كيف لا والله تعالى قد تكفل بذلك لمن أطاعه تلك الطاعة التي عن طريقها يُعرف الله حق المعرفة، وإن بيديه مقاليد السموات والأرض.. إن مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز أسكنه الله فسيح جناته قد عرف عن كثب أن صمام الأمان والعصمة من فتن الدنيا والآخرة وسعادتهما تكمن في طاعة الله، فكان رحمه الله تعالى حينما يسأل في المحافل الدولية هنا أو هناك ويسأل عن الدستور الذي تتخذه بلاده يرفع رأسه عالياً مثمنا ما يقول (إنه كتاب الله) كيف لا والملك المؤسس قد عرف أن لهذا الكون إلهاً بيديه كل شيء يعز من أطاعه ويخذل من عصاه. إن الملك عبد العزيز رحمه الله قد سبر غور هذا الدين وولج في مضامينه وسائل وغايات فكانت النتيجة ما آلت إليه هذه البلاد في عهده الميمون، فسارت من عز إلى عز ومن تمكين إلى تمكين فهبطت علينا بركات السماء وتفجرت خيرات الأرض ومضى الزمان وأسلم هذا الملك العظيم روحه إلى بارئها فسار على نهجه أولاده البررة الميامين حذو القذة بالقذة فسارت هذه البلاد في عهد أبنائه من خير إلى خير ومن مجد إلى مجد. إننا اليوم نقطف ثمار هذا النهج الكريم فلما رأى بعض الذين في قلوبهم مرض هذا النعيم الذي نتفيأ ظلاله آناء الليل وأطراف النهار لم يسرهم إلا زوال هذا النعيم. .ولكن هيهات هيهات!! أنى لهم هذا فتموت الأفاعي وسمها في أفواهها هذا ما يقوله دائماً مولاي وسيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تعالى وتوجه تاج الصحة والعافية آمين. نعم لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. إن لهذه البلاد المباركة التي هؤلاء هم ولاة أمرها وهؤلاء هم شعبها لا ينفذ إليها بإذن الله تعالى أي سوء ومكروه، كيف لا وهم يرفعون أكف الضراعة للمولى صباح مساء أن يحفظهم من كل سوء ومكروه. إننا في هذه البلاد لا نراهن على سعادتنا وسلامتنا وصوت الحق يرفع خمس مرات في مآذن النور والهداية ذلك الصوت الذي يحاكي مراد الله وذلك الصوت الذي ابتغاه الله لعباده فعبره يُمجد الله ويُحمد. إننا في هذه البلاد المباركة لُحمة واحدة وكلمة واحدة وصف واحد لن يخترقه مخترق ولن ينفذ إليه نافذ ما دمنا نأكل ونشرب ونقوم ونقعد على صوت الحق وما دمنا مع ولاة أمرنا لهم منا الطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، فيشيبلغراب ولا يشيب ولاؤنا لهم. إن بعضنا أحياناً لا يحس بهذا الأمن وهذه النعمة التي ننعم بها لأنه خرج إلى هذه الدنيا ووجدها كذلك، فلم يعرف إن للزمان صروفاً ونكبات وأن الأيام قُلب، فالذي تطلع عليه الشمس كل يوم يحسب ذلك هذا هو ديدن الشمس، لكن إذا غابت الشمس عرف قدرها فلا غيب الله طاعتنا لربنا و لا غيب الله شمس ولاة أمرنا إنه يجب علينا من هذا المنطلق أن نشكر المنعم على ترادف نعمه والعرب تقول قيدوا أقصى النعم بشكر أدناها وقبل ذلك الله تعالى يقول (ولئن شكرتم لأزيدنكم). والله أيماناً تترادف من الأرض إلى السماء أننا نعيش بنعم لن نعرف قدرها إلا إذا زالت لا سمح الله بذلك. اللهم احفظ لنا ديننا وولاة أمرنا وطننا وعلماءنا والسلام على وطن يسير بمجده العالي إلى أعلى.