عندما نرثي شخصية اعتبارية بحجم الأمير سطام بن عبد العزيز - رحمه الله - فإننا نتذكر مآثره الحسنة وجهوده في خدمة الدين والوطن، فقد نذرَ نفسه في سبيل الارتقاء بمستوى الفكر لدى المواطن والمقيم، وسوف أتطرق لتلك الجزئية المهمة جداً في حياة الناس، خلاف جهوده الأخرى التي تطرَّق لها الكثير من الكتّاب، فرعاية سموه لكل برنامج أو مبادرة يتم من خلالها تثقيف وتوعية المجتمع ليرقى المجتمع بمستوى تفكيره، ويكون مجتمعاً مثالياً في التفكير واستخدام العقل الذي وهبه الله في شتى المجالات من حيث التطوير والرقي، فهذه تنم عما يتمتع به سموه من الثقافة والتفكير وبُعد النظر، وهي أفضل ما يقدم للمجتمع ليجنبه السلوكيات المنحرفة التي تحط من أخلاقه ومواهبه، وبالتالي تقل إنتاجيته وتضمحل ثقافته، ومن تلك البرامج التي حرص سموه على دعمها ورعايتها برنامج (نقاء) الذي يهدف إلى الحد من التدخين وعدم انتشاره داخل المجتمع، وقد نجح هذا البرنامج وحقق أهدافه، أيضاً برنامج آخر طموح تشرفت بأن أكون أحد القائمين عليه، وهو برنامج الأمير سطام للوقاية المجتمعية (سور)، وهذا البرنامج يهدف إلى تعزيز الانتماء الاجتماعي والحد من السلوكيات المنحرفة وعدم انتشارها وبخاصة ما يكون سبباً في ارتكاب الجريمة، ومنها ظاهرة المخدرات.
وقد كان سموه يرأس اللجنة العليا لهذا البرنامج الذي تم وضع إستراتيجية ومبادرات له تستهدف كافة شرائح المجتمع وتم الشروع في تنفيذه، وأتذكر عند تدشين البرنامج على الشبكة العنكبوتية من قبل سموه في مكتبه بالإمارة، قال: لا يهمني اسم البرنامج كونه يحمل اسمي بقدر ما يهمني أثره على المجتمع ونفعه.. بحق عبارة مؤثرة تُؤكد رؤية سموه الثاقبة وحرصه على كل ما ينفع المجتمع، ويحقق الهدف المنشود، وقد كانت تلك المقولة حافزاً لنا نحن القائمين على البرنامج، لنؤصّل ذلك المفهوم ونسعى إلى تحقيقه، ومن مآثر سموه المجلس الإلكتروني الذي أُنشئ على الشبكة العنكبوتية لاستقبال شكاوى المواطنين وتخفيف أعباء السفر عمن لديه مظلمة، وأعرف أن هذه الشكاوى تصل سموه كل يوم عن طريق سعادة مدير عام المكتب الذي يحرص على ذلك وبمتابعة يومية ويعمل على ذلك الموقع موظف يتمتع بالمهارة والقدرة في تحليل الشكوى وتقديمها باختصار، وهذا المجلس يُعتبر سابقة تسجل لسموه - رحمه الله - وللزملاء في مكتب سموه، وهذا الجهد يعطي انطباعاً للاحترافية في التعامل مع قضايا الناس وتلمس احتياجاتهم.
نعجز أن نُعدد مآثر سمو الأمير سطام بن عبد العزيز - رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته -، فهو ذلك الرجل الخلوق بتعامله، النظامي في إجرائه، المحبوب ببشاشته، يتمتع بفكر راقٍ وثقافة عالية، يبتعد عن البيروقراطية في الإجراء الإداري بحكم خبرته الطويلة وتعامله اليومي مع القضايا، نسأل الله أن يجزيه عنا وعن المسلمين خير الجزاء، ويجعل ما قدم في موازين حسناته، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد الله من قبل ومن بعد.
