منذ القدم وحتى اليوم تعتبر منطقة الأحساء بمدنها وقراها وواحاتها سلة غذاء ووعاء علم ومعرفة للمملكة العربية السعودية وكافة الإمارات والدول داخل وخارج جزيرة العرب، ويشهد التاريخ بالدور المميّز لأهالي وعلماء الأحساء وما قدموه من خيرات ونقلة علمية تعتبر رابع مركزاً علمياً بعد دمشق وبغداد والقاهرة، لقد درس كثير من علماء نجد والحجاز على رجالات العلم في حاضرة الأحساء، وقد رحل الكثير منهم رغم صعوبات ومشقات السفر إلا أنهم أرادوا أن ينهلوا من هذا المعين المتجدد أمثال علماء آل مبارك وآل عفالق وكثير غيرهم سواء في علوم الدين أو اللغة إلى جانب أن منطقة الأحساء كانت سلة للغذاء بمنتجاتها المختلفة مثل التمور والحبوب ومختلف الصناعات، وكانت سوقاً لكافة منتجات دول الخليج حيث تردها عن طريق ميناء العقير وعن طريق القوافل، الأحساء لها بعد الله فضل عظيم على بلادنا، ولنا حق أن نفخر بهذه المنطقة ورجالاتها والنساء اللواتي أنجبن أمثال هؤلاء الأخيار.
ولأن الأحساء منطقة تكاملية بحيث تتوفر بها جميع مقومات المجتمع المتكامل علمياً واقتصادياً وزراعياً وبهذا فيما أراه أنها أكبر مناطق المملكة توسعاً وتطوراً يكفي غيابك عنها شهراً واحداً لترى مقدار هذا النمو في مختلف بلدانها وقراها وهجرها، إلى جانب أنها من أكبر مناطق المملكة زيادة في نسبة السكان، هذا مارأيته عندما عملنا دراسة احتياجات الأحساء حتى عام 1440هـ ووقتها كنت مديراً لمصلحة المياه والصرف الصحي بالمنطقة الشرقية، وهذا يعطينا مؤشراً واضحاً باحتياج هذه المنطقة للكثير من الجامعات والمعاهد والكليات، فهي تصنع الرجال ونحن بحاجة إليهم إلى جانب أهمية تطوير المياه مثل إنشاء محطة متكاملة للتحلية في ميناء العقير وتطوير وزيادة تنقية مياه الصرف الصحي ومياه الشرب لأجل تغذية المياه الزراعية وزيادة ضخ المياه من حقل ويسه الواقع جنوب الأحساء فهي في أمس الحاجة لردم الآبار الملوثة جرثومياً وكذلك الآبار العشوائية والتي تجاوزت عشرات الآلاف وأصبحت ضرراً على مياه وعيون الأحساء.
المشاهد بفضل الله ثم بعناية حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين واهتمام صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه وسمو محافظ الأحساء ومسئولي الجهات الحكومية الذين يبذلون الجهد فإن منطقة الأحساء بإذن الله مقبلة على نهضة شاملة وهذا أبسط شيء يقدم لهذه المنطقة صاحبة الفضل الأول، والله الموفق.
ababtain@yahoo.com