بصراحة، لم يمض أكثر من أسبوع على ما ذكرته حول الاحتفالية الجماهيرية غير المسبوقة التي أعقبت خسارة فريق النصر لنهائي كأس ولي العهد، والحضور المُرتب بين الإدارة وبعض أعضاء الشرف وتوزيع الورود الحمراء، إلا وانقلبت تلك الاحتفالية إلى شبه مأتم، وقد كشف ذلك اللقاء الأخير أمام فريق الشباب، فلم يحضر ولو عشرة بالمائة من عدد الحاضرين بعد خسارة كأس ولي العهد، وإذا كان عدم الحضور هو من باب العتب ومعاقبة اللاعبين على المستوى السيئ والخروج من البطولة العربية، فهذا حق مشروع، لكن ماذا يعني الحضور والاحتفالية بعد خسارة كأس ولي العهد؟.. أليس الانسياق خلف الشعارات والوعود الوهمية هو أحد أسباب التراجع، أم أن دغدغة الإدارة لمشاعر الجماهير المغلوب على أمرها، هو السبب الحقيقي لما يحدث.. الموسم الماضي رُفعت الكروت الحمراء في وجه الإدارة في أكثر من لقاء، واليوم تعود الأسطوانة من جديد، لكن بطريقة مختلفة، والنتيجة واحدة.. ألم أقل لكم إن العمل والمال بدون فكر النتيجة دائماً (صفر)؟
هل تنصف آسيا الأندية السعودية؟
أعتقد أن الجولة الثانية تُعتبر الأفضل من سابقتها، حيث لم تخسر جميع الفرق السعودية، بعكس الجولة الأولى التي خسر فيها الهلال والاتفاق، لكن هذه الجولة شهدت تفوقاً سعودياً مستحقاً من خلال استمرار تفوق الفريق الأهلاوي وتصدره مجموعته بـ 6 نقاط، وفوز الهلال على الريان القطري بـ 3-1 وحصوله على أول 3 نقاط، وتعادل الشباب مع الجزيرة الإماراتي خارج أرضه وحصوله على 4 نقاط حتى الآن، ويبقى الاتفاق الأقل رغم تعادله مع الخويا القطري على أرض الاتفاق وحصوله على نقطة واحدة في مجموع الجولتين.. والحقيقة أن جميع الفرق السعودية ما زال لديها الفرصة رغم صعوبتها بالنسبة للهلال بوجوده في المجموعة الأقوى والأصعب، وكذلك الاتفاق الذي أرى أن تأهله فيه نوع من الصعوبة إن لم يكن مستحيلاً عطفاً على ما يقدمه مع وجود فرق قوية وتتفوق عليه عناصرياً.. أما الأهلي والشباب فأعتقد أن تأهلهما ممكن وبكل سهولة، خصوصاً الأهلي الذي يمتلك مقومات النجاح والتميز من حيث العناصر الفنية واللاعبين المميزين، وكل ما أتمناه أن تواصل جميع الفرق تميزها ولو تأهل النصف منها يعني فريقين من الأربعة، لاعتبرته إنجازاً في هذا الوقت العصيب على الكرة السعودية.
نقاط للتأمل
- رغم فوز الفريق الهلالي على فريق الريان القطري بثلاثة أهداف ملعوبة، إلا أن الهلال ما زال يعاني ولم يصل للمستوى المقنع الذي يستطيع من خلاله المنافسة والوصول للنهائي.
- الشباب عاد من دبي بتعادل غير عادل، وكان بإمكانه العودة بالثلاث نقاط كاملة، لو كان لدى مدربه بردوم الشجاعة والجرأة للعب مهاجماً، حيث إن الجزيرة كان يعاني في الصفوف الخلفية.
- اللقاء الأخير في الجولة الماضية في دوري زين لم يكن بالمستوى المطلوب، وغابت عنه الإثارة أو حدوث أي مفاجأة، واستمر ترتيب الفرق على ما هو عليه كما كان متوقعاً.
- لقاء فريق النصر الأخير مع الشباب، أثبت أن البنية الأساسية للفريق ضعيفة، وأن الاستمرار بنفس العناصر لا يُمكن تحقيق أي إنجاز في أي وقت.
- ما زال حسني عبد ربه المحترف في فريق النصر يقدم مستوى متواضعاً، لا يُوزاي ما يحظى به من دلال ومعاملة خاصة من قِبل الإدارة، فالبحث عن بديل هو الحل الأفضل للفريق واللاعب على حدٍ سواء؟
- يقول مدرب النصر إن إصابة (يوفي) قد أثَّرت على الفريق.. أي فريق يتأثر بغياب أي لاعب لا يُعتبر فريقاً مميزاً وطموحاً مع احترامي لمدرب النصر.
- غلطان ومخطئ من يعتقد أن الدوري متوقف، أو أن المنافسة قد أوقفت فما زالت موجودة، بل وساخنة ولكن خارج المستطيل الأخضر من خلال المنابر الإعلامية والبيانات والاتهامات من هنا وهناك.
- كل إدارات الأندية لديها أزمات مالية والبعض إدارية وشرفية، لكن يبقى نادي الاتحاد الأميز والأكثر سخونة حتى أصبحت الإدارة تشتكي كل من انتقدها أو تحدث عن وضعها الحالي.
- خاتمة: يقلقني أن بلدي يضم بداخله 15 مليون أجنبي، منهم 5 ملايين متخلف.. البلد غالٍ على أهله..
ونلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة).. ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.