الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، الحمد لله حمداً يليق بجلاله وعظيم شأنه سبحانه {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًاُ} (2) سورة الملك، اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد إذا رضيت، راضية بما كتبت وقدرت ونسلم أمرنا إليك فأمر هذا الكون بيدك سبحانك تسيّره كما شئت، كل شيء هالك إلا وجهك، البقاء لك والفناء لخلقك، فهذه حال الدنيا والإنسان فيها كعابر سبيل نسأل الله الخلود في الجنة، أمسكت القلم لأكتب بعض الخواطر في أمي ووالدة الجميع أم عبدالله لولوة سليمان الحميد التي انتقلت إلى رحمة الله فجر يوم الأحد 21-4 رحمها الله رحمة واسعة، لكن الكلمات تعجز أن تخرج فهي تختلط بالعبرات والحزن يعصر قلبي والقلم يرتجف، يدي لا تستطيع حمله وعيني تذرف الدمع حزنا على فقد أعز الحبايب، آه يا قلبي المكلوم فإني أشعر بعد رحيل أمي فراغاً كبيراً قد تركته والدتي في نفسي لن يملؤه أحد بعدها فهي الأم والأب، لأني فقدت والدي وأنا صغيرة لم أشعر باليتم فقد كانت الأم والأب فأمي مثال الأم المكافحة والعصامية، ليست كباقي الأمهات، فقد ضحت وتعبت من أجلنا ولم تتركنا نحتاج إلى أحد بعد أبي، فقد فقدها الصغير قبل الكبير، فقد كانت واصلة لرحمها، هذا تزوره في بيته وهذا تتصل عليه بهاتفه، كانت -رحمها الله- لا تحاسب أحداً، تتواصل مع أقاربها وجيرانها وكانت تحثنا على صلة الرحم وخاصة أقارب والدي وتذكرنا بالدعاء لأبي ووالديه وبرهما مثل: الصدقة والأضحية. لم تترك التواصل مع الجميع حتى أقعدها المرض وأصبحت لا تعي من حولها، أماه كم أنتِ عظيمة ومربية وحكيمة فهي الصوامة القوامة المتصدقة فقد بذلت كثيراً في أوجه الخير من كفالة يتيم وبناء مساجد وحفر آبار وصدقة جارية وغيرها، جعلها الله في موازين حسناتها، مهما كتبت فلن أوفيها حقها رحمها الله رحمة واسعة وجعل مثواها الفردوس الأعلى، والله إن قلبي ليتقطع ألماً وحزناً على فراقك أمي، فقد أغلق باب من أبواب الجنة بموتك، كم تمنيت أن يشترى العمر لأشتريته لك بأي ثمن لكي أراكِ أمامي دائماً ولا تذهبين عني، آه أماه، الفراق مر، رباه أستغفرك وأتوب إليك أن أقول هذا الكلام تسخطاً أو جزعاً على قضائك لكنها كلمات تجول في خاطري، إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك يا أمي لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّاإِلَيْهِ رَاجِعونَ}، فعزائي الذي يسليني صفوة الخلق وحبيب الله وخليله لم يكتب له أن يعمر في هذه الدنيا فالفناء للخلق والبقاء لوجهه سبحانه، اللهم إني أسألك أن تغفر لأمي وترحمها رحمة واسعة وتجعل ما أصابها رفع درجات وتكفير سيئات وتجعلها في عليين وتغفر لأبي وتدخله فسيح جناتك، اللهم اغفر لأمي وأبي وأنزل عليهما شآبيب رحمتك وارفع قدرهما في الجنة وأنزل عليهما في قبرهما الضياء والنور والفسحة والسرور وجازهما بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً، اللهم اجعل جليسهما ومؤنسهما عملهما الصالح، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم واجمعنا بهم في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أم نواف العُمري - ابنتها أم نواف العُمري