وزارة العمل شكر الله لها، تنبهنا بين حين وآخر وتطمئننا وفق دراساتها، أن السواد الأعظم من (نساء الوطن) يحصلن على القسط الكافي من النوم في الصباح، ولله الحمد، لأنهن عاطلات عن العمل!

البعض يعتقد أن هذه مشكلة ويتناسى أن لها انعكاسا إيجابيا على عمل وزارة الشؤون الاجتماعية نتيجة انخفاض نسب الطلاق في المجتمع السعودي، طبعاً الانخفاض على ذمة مستشار وزير العدل (ملحوظ) وذكره أكثر من مرة في دراسات أثبتتها سجلات الطلاق في المحاكم!

العلاقة بين النوم والبطالة والطلاق تتضح في أحدث دراسة علمية صادرة عن جامعة دوك الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي، حيث حذّر العلماء من عدم منح (النساء) القسط الكافي من النوم؟!

فقد كشف العلم الحديث، وتوصل التقدم الطبي إلى حقيقة علمية مفادها: أن المرأة تبدو أكثر عدوانية وحدّة في الطباع، ويتغير مزاجها عند عدم نومها بشكل واف، وهو ما قد يقود إلى النقاشات العائلية والتوتر المؤدي للانفصال لا سمح الله!

بل إن قلة النوم عند النساء قد تؤدي لأمراض القلب والاكتئاب والنوع الثاني من السكري، ولأن المرأة العاملة، والمثقفة تحديداً لا تحصل على القسط الكافي من النوم (مع خالص تقديري لها) نجدها الأكثر نهماً وحباً للتنقيب عن (كتب الطلاق) ومؤلفات (المشاكل الزوجية) وفق معرض الكتاب الأخير!

بل إن أكثر المعترضات على فكرة منح الزوجة (راتباً شهرياً) مقابل عملها (كربة منزل) هن المثقفات والعاملات؟!

بينما ربة المنزل الحقيقية (العاطلة) مكبرة الوسادة، تنام في الصباح الباكر وتستلقي بعد أن تودع الزوج والأطفال، لتتفرج على من يتقاذف مصيرها ويقترح ويعترض على حالها في البرامج الصباحية، مع غياب صوتها بسبب نومها!

الرجل صبور، (ينام نوم ذيب) ليسرح مع (شقشقة العصافير) وتغريد الطيور، وينتشر في الأرض لطلب الرزق والعمل، ومثله المرأة العصامية العاملة التي تغادر منزلها لتخدم مجتمعها وتغني نفسها، وكان الله في عونها وعون عائلتها!

أما العاطلات عن العمل فلعل حصولهن على (قسط كاف من النوم) فيه فائدة أكبر للمجتمع من مجرد طرح خيارات وفرص عمل أمامهنّ (غير ملائمة) بحجة القضاء على البطالة؟!

أتمنى من وزارة العمل، عدم إغفال دراسات فوائد النوم!

وعلى دروب الخير نلتقي.