|
يرتبط نجاح أي مشروع خيري أو توعوي بعد -توفيق الله عز وجل- إذا رسمت له استراتيجية واضحة المعالم والأهداف وأشرف عليه فريق عمل ناجح يعمل بإخلاص واقتدار ويسعى للبحث عن الأجر الآخروي قبل الأجر الدنيوي وهذا ما أراه قد تحقق فعلا على أرض الواقع في مشروع هدية رياضي التابع للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالبطحاء في العاصمة الرياض، الذي تقوم فكرته على تعريف الرياضيين من غير المسلمين بالإسلام الذين يتواجدون في المملكة للعمل في الأندية والمؤسسات الرياضية بالإضافة إلى زوار وضيوف المملكة من المنتخبات والحكام ومختلف الرياضيين وذلك من خلال زيارة تلك الأندية الرياضية وتقديم كتب توعوية تعريفية عن الإسلام ووسطيته وسماحته.
أهمية مشروع هدية رياضي تكمن في أن الأندية الرياضية السعودية مع انطلاقة كل موسم رياضي تتعاقد مع لاعبين أجانب من مختلف الجنسيات للانضمام إلى صفوفها بهدف ممارسة كرة القدم في الدوري المحلي، ومن المألوف في هذا الصدد أن اللاعب الأجنبي غير المسلم الذي لم يسبق له أن خاض تجربة رياضية في دول عربية، غابت طبيعة البيئة العربية والإسلامية في ذهنه إلى جانب هوية ثقافة وعادات وتقاليد هذه الدول وربما جاء إليها وهو يحمل مفاهيم خاطئة ومغلوطة عنها، ومن هنا جاءت أهمية المشروع في توضيح هوية الثقافة الإسلامية في صورتها الصحيحة.
اللافت في المشروع الذي حظي بردود فعل إيجابية وأصداء كبيرة من القيادات الرياضية ورؤساء الأندية ويشرف عليه كوادر شابة متطوعة أنه استطاع وبكفاءة عالية في رسم خطة ميدانية لزيارة الأندية الرياضية السعودية وفي مقدمتها الهلال والنصر والشباب والاتحاد والأهلي بالإضافة إلى أندية القصيم الرائد والتعاون وأندية المنطقة الشرقية الاتفاق والقادسية.
إلى جانب المنتخبات العالمية التي زارت المملكة في لقاءات رياضية رسمية وودية ومنها المنتخبان الأرجنتيني والصيني والتقى خلال تلك الزيارات الميدانية عدد من اللاعبين والمدربين الأجانب من مختلف الجنسيات وقدم لهم الهدية التوعوية بمختلف اللغات العالمية التي تصل إلى أربع عشرة لغة وفقا للغة كل لاعب ومدرب.
بقي أن أشير في الختام أن ما أتمناه في هذا السياق أن يبادر الاتحاد السعودي لكرة القدم في عقد اتفاقية تعاون وشراكة مع مشروع هدية رياضي ووضع آلية مناسبة بين الطرفين لتفعيل المشروع في وسطنا الرياضي دون أن يتحمل الاتحاد السعودي أي أعباء مالية على أن يفتح الباب للتبرعات والهبات.. وأعتقد جازما أن أهل الخير والموسرين في هذا البلد سيرصدون مبالغ مالية للمشروع تفوق التوقعات!!