حملات مكثفة تقوم بها إدارات المرور في جميع أنحاء المملكة لملاحقة فئة من الشباب سببت الكثير من المآسي، وأزهقت الكثير من الأرواح باسم ممارسة هواية (التفحيط) تلك الهواية التي أعتقد أنها ليست مجرد ممارسة خاطئة للقيادة، ولكنها تخفي الكثير من الممارسات السيئة من سرقة ومخدرات وفساد أخلاقي، وقد كشفت بعض الضبطيات في السابق عن مثل هذا الفساد الخطير،
مما دفع بالمؤسسة الأمنية إلى اعتبار ما يحصل جريمة تمارس في العلن يجب القضاء عليها والضرب بيد من حديد، وكذلك معاقبة المشجعين أو المتجمهرين، لأنهم يعدون وقود هذه الممارسات الإجرامية المهلكة.
حملات المرور أسفرت عن ضبط الكثير سواء من المفحطين أو المتجمهرين والمشجعين. وهذا يعد إنجازاً تشكر عليه المؤسسة الأمنية، ونطالبها بالمزيد من هذه الحملات في جميع الاتجاهات وليس فقط في قضية التفحيط، فقضايا الأمن التي تحتاج معالجة كثيرة, ولكنها سهلة المعالجة، كقضايا المتخلفين والمخالفين لنظام الإقامة، وقضايا التسول، وقضايا التستر، وغير ذلك.
أعرفُ اللواء عبد الرحمن المقبل مدير عام المرور وأعرف جديته وتفاعله مع كل ما يؤدي لمزيد من الانضباط والسلامة والأمن، ولذا فإنني أعتقد أن مسؤولية المجتمع في وخاصة رجال الرأي من كتاب ومثقفين كبيرة في التواصل مع هذا الرجل ومع إدارته سواء بالكتابة أو بالزيارة ومناقشة كل ما من شأنه إحداث نقلة نوعية في منظومتنا الأمنية والمرورية على وجه التحديد.
يتحدث الناس دائماً عن السائق السعودي هنا داخل المملكة والسائق نفسه خارج المملكة والفرق الكبير بين الانفلات والانضباط، حيث القوانين الصارمة خارج المملكة وخاصة في الدول الغربية، والقوانين العاطفية والتسامحية والنخوية داخل المملكة، مما يعطي مؤشراً واضحاً على أن قضية انضباط السائق هنا نابعة من ضعف القوانين او بالأصح ضعف تطبيق القوانين، ولنا في نظام ساهر خير مثال.
من الأمور التي آمل من إدارة المرور النظر فيها بجدية قضية صيانة الإشارات المرورية فقد بات تكرر العطل ظاهرة مزعجة مربكة، وخاصة ما استحدث من النظام الرقمي الذي ساهم كثيراً في الحد من الارتباك عند الإشارات المرورية, ولكنه للأسف كثير العطل.
أيضاً من الأمور التي تحتاج إلى متابعة من إدارات المرور مع البلديات مسألة الخطوط الأرضية التي لها دور كبير في تحديد المسارات والحد من المخالفات، وقد تكلمت عن هذه القضية في برنامج تلفزيوني من فترة وقلت بأهمية البنية المرورية الأرضية، وأن أداء المرور سيبقى ناقصاً ما لم تكن البنية الأرضية مكتملة ومصانة دائماً، وهاتفني بعد هذا اللقاء اللواء عبد الرحمن المقبل مؤكد أهمية ما طرحته وان المرور والبلديات شركاء في الطريق.
أعود للحملة المباركة التي يقوم بها المرور هذه الأيام ضد هؤلاء المفسدين في الأرض لأؤكد على أهمية تدخل المؤسسة الشرعية في معالجة هذه الظاهرة المؤلمة وسن النظام التجريمي لمن يقوم بهذه الأعمال، وتطبيقه من قبل المؤسسة الأمنية بكل صرامة ودون أي رأفة.
الوطن غالٍ والمواطن كذلك، وهؤلاء يشقون عصا الطاعة ولا يفيد معهم إلا عصا القانون الصارمة المؤلمة، ولا أعتقد إلا أن المؤسستين الشرعية والأمنية قادرة على إعادة الأمور لنصابها من الهدوء والطمأنينة التي كانت عليها طرقنا قبل ظهور هؤلاء المفسدين.
والله المستعان..
almajd858@hotmail.comتويتر: @almajed118