هي عبارة في السياسة الأمريكيَّة استخدمت خلال الحملة الانتخابية لبيل كلينتون ضد جورج بوش الأب عام 1992م. وفيما كان بوش المرشح الأقوى بسبب خبرته السياسيَّة ومعاصرته تطورات سياسيَّة خارجية مثل انتهاء الحرب الباردة وحرب الخليج. إلا أن العبارة كانت تقول: إن كلينتون هو الخيار الأفضل لرئاسة أمريكا؛ لأن بوش لم يهتمّ بالأهم، الاقتصاد، والذي كان يشهد موجة كساد..!
وبالفعل ساهمت هذه الجملة القصيرة في سقوط بوش الأب وفوز بيل كلينتون، وأصبح لهذه العبارة صفحات خاصة في الموسوعات.
حاول عمر موسى استعارتها في إحدى البرامج التلفزيونية في أعقاب كلمات مطولة للرئيس الحالي محمد مرسي في أحاديثه وخطبه المطوَّلة التي دائمًا ما يغيب عنه أيّ إشارة إلى الاقتصاد المتأزم. وحوَّرها بسخرية مصريَّة لاذعة إلى: “إنه الاقتصاد يا ذكي!”.
اليوم تتصاعد حدة الأزمة الاقتصاديَّة في مصر بِشَكلٍّ غير مسبوق، أزمة يعترف بها وزراء حكومة هشام قنديل، لعلَّ آخرها تصريح وزير التموين والتجارة الداخليَّة بأن مخزون القمح لا يكفي سوى لثلاثة أشهر فقط أو أقل، حيث تسربت الأزمة الاقتصاديَّة من الديون المرتفعة والاحتياطي المتآكل إلى الموادّ الرئيسة، حيث باتت تُهدِّد بأزمات قد تمهد الطَّريق أمام ثورة جياع محتملة. فقد أشار تقرير لوزارة التموين إلى أن إجمالي رصيد سلعة السكر الحالي يكفي 87 يومًا فقط. ورصيد الزيت التمويني المتوفر يكفي حتَّى نهاية شهر أبريل فقط، ورصيد الأرز يكفي حتَّى شهر أبريل أيضًا. فيما تتكرر أزمة الوقود والخبز وغيرها، إضافة إلى أزمة شعير متوقعة!
هذا في وقت أبدى مراقبون وخبراء إمكانية تعثر مفاوضات مصريَّة مع صندوق النقد الدَّوْلي من أجل الحصول على قرض قيمته 4.8 مليارات دولار لسد عجز الموازنة وتمويل مشروعات عاجلة في الموازنة الحالية.
ومع بقاء إمكانية حصول القاهرة على تمويل جزئي غير مرتبط بشروط قوية من قبل الصندوق، إلا أنّه لا القرض الأصلي ولا الجزئي يمكن له أن يسدَّ الأزمة التي يعيشها المشهد الاقتصادي المصري المتدهور.
فيما وصلت مصر إلى تذيل تصنيفات اقتصاديَّة دوليَّة مؤخرًا. أظهر تصنيف التنمية البشرية لعام 2013م، عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن مصر تحتل المرتبة الـ112 عالميًّا في قائمة التنمية البشرية. وإلى أن معدل البطالة في مصر بين الشباب هو الأعلى عربيًّا خلال عام 2012م، حيث يصل إلى 54.1 في المئة، تليها فلسطين بمعدل 49.6 في المئة..!
وأعلن تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، أن ترتيب مصر من حيث التنافسية السياحيَّة تراجع عشرة مراكز دفعة واحدة خلال عام 2013 مقارنة بعام 2011م، كما حَلَّت في المرتبة الأخيرة من حيث الأمن..!
مصر أمام اقتصاد اليوم في طريقه للانهيار، وهو انهيار سيكون مدمرًا -لا سمح الله- ولن تكون الطريقة الاخوانية في الإدارة قادرة على فعل شيء أو تغيّر مستحق في اقتصاد بلد بحجم وإمكانية مصر. ومشروع النهضة أصبح كابوس فشل ليس للمصريين وحسب، ولكن لِكُلِّ الدول في المحيط، والجدل السياسي والإعلامي للاخوان وحكومتهم لن يغيّر من الوضع الاقتصادي شيئًا، لكنَّه يزيده تعقيدًا وخطورة وينذر بوضع كارثي.
قبل أن يستوعب المرشد-الذكي!- وجماعته أن عجلة الاقتصاد أقوى من حزب -أي حزب- أو جماعة لا تملك إلا خبرة متواضعة في إدارة دكاكين وصندوق خيري!