كنت في سفر بالسيارة من الرياض إلى الطائف، وفي منتصف الطريق أدركنا وقت صلاة المغرب فنزلت للصلاة في أحد المساجد وقد امتلأ بالمصلين الذين اصطفوا وراء الإمام، وقد بدأ بقراءة الفاتحة وما كبرت تكبيرة الإحرام حتى سمعت الإمام يقول ولا الزالين بالزاي المغلظة يقصد ولا الضالين
فرددت عليه ولكنه شرع في سورة الفلق ولم يستجب لردي، وإذا به يقول من شر النفاسات يقصد النفاثات فرددت عليه فأعادها ولكنه أعادها بالسين ثم ركع وأتمم الصلاة، وبعد الصلاة تحدثت معه في الأمر فاستجاب وقال مبتسماً معتذراً لقد نشأنا على هذا منذ الصغر، قلت له: إن تغيير حرف من القرآن لا يجوز ولربما غير المعنى، والمسلم لابد أن يعنى بكتاب الله عناية فائقة.
أتممت سفري وأنا أفكر في هذه المشكلة وكيف يمكن أن تعالج.
قبل أيام طرحت هذه المشكلة في تغريدة فرأيت تفاعلاً من الناس دلني على إحساسهم بالمشكلة.
وضرب المعلقون أمثلة كثيرة لا يصح أن تهمل، مثل زو القلال يعني ذو الجلال ومثل سلاسون شهراً بمعنى ثلاثون وغيرها من الأمثلة.
ذكرني هذا بطبيب مصري روى لي قصة طريفة عن نفسه في الحج قائلاً: كنت أظن أن القراءة الصحيحة لقوله تعالى: {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ}.. هي فلا رفس بمعنى الرفس المعروف حتى تبين لي أن للرفث معنى آخر غير الرفس.
وفي هذا السياق أذكر مارواه لي أحد الزملاء من الأساتذة من أنه فوجئ، بل صعق، حينما جلس مع عائلته في جلسة قرآنية خاصة بالفاتحة فوجد جدته وأمه تقرآن وإياك نستغيم بدلاً من نستعين، وعبر لي عن شعوره بالذنب لعدم انعقاد مثل هذه الجلسة القرآنية في منزله من قبل، وأخبرني عن تغير حالتي أمه وجدته بعد التحاقهما بجمعية تحفيظ الفرآن وتعليمه في الحي.
لابد لنا من العناية بتلاوة القرآن في منازلنا عناية فائقة حتى نقضي على هذه الظاهرة غير المحمودة في تلاوة كتاب الله.
إشارة.. ورتل القرآن ترتيلاً
towa55@hotmail.comaltowayan@ :تويتر