|
الجزيرة – علي بلال:
كشف اللقاء الثاني من الملتقى العلمي المصاحب لمعرض الصور التاريخية في الصحافة السعودية عن البدء في المرحلة الثانية للحصول على صور من خارج المملكة تخص ووطننا العزيز.
وقال الدكتور عبد العزيز المقوشي الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية خلال إدارته اللقاء العلمي بعنوان «تحولات المجتمع تجاه النظرة للصورة في الصحافة السعودية» مساء أمس الأول الذي شارك فيه عدد من رؤساء التحرير: إننا نعمل حاليا على البدء في المرحلة الثانية للتواصل بعدد من المطبوعات خارج المملكة في دول العالم العربي، مشيرا إلى أن الصور التاريخية هي جزء من ذاكرة الوطن وجزء من التاريخ.
وأكد الدكتور المقوشي أن المعرض سوف ينتقل إلى المنطقة الغربية والشرقية والجنوبية كما سيشارك في مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة خلال هذا العام، موضحا أن فكرة معرض الصور التاريخية بدأت من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ورئيس مؤسسة التراث الخيرية، وقال: أعتقد أن هذه المبادرة وهذا الملتقى يمثلان الخطوة في سبيل ندوات متواصلة مستقبلا لخدمة تاريخنا الوطني وأرشفته.
وأوضح الدكتور المقوشي أن بناء الصورة الذهنية لها مكونات ومحددات وتستخدم وسائل الإعلام أحد هذه المرتكزات باستفادة عنصر معين كجمعية الأطفال المعوقين وغيرها، وقال: أذكر قد نشرت صورة لطفل معوق في وسائل الإعلام ولاقت صدى قوياً جدا من أفراد المجتمع وخاصة من أسرة معينة جاءت وتبنت هذا الطفل فالصورة لها أثر إيجابي.
وقال الأستاذ طلال الشيخ رئيس تحرير جريدة الوطن في ورقته بعنوان «الصحفي بين الكلمة والصورة» إذا كانت الكلمة تسعى على مر العصور إلى تقريب الواقع من ذهن الملتقى من خلال فن الرواية فإن الصورة تذهب إلى أبعد من ذلك لأنها تؤكد وتوثق الواقع بذاته أو جزء منه وتنقله إلى نظر المتلقي فالصورة تبدو أكثر إقناعا، مشيرا إلى أن الصورة فرضت نفسها في عالم الصحافة والإعلام كوسيلة أكثر إقناعا وواقعية، حيث يمكن اعتبار الصورة وسيلة صادقة وواقعية وهي ليست أداة إخبارية فحسب بل تخدم أهدافا أخرى والصحفي الماهر هو من يستفيد من الجمع بين الكلمة والصورة.
وقال: أول ما يقع عليه البصر في الصحيفة هو الصورة قبل أن يلتفت إلى العناوين والكلمات، والصورة تحمل العديد من الرسائل، وكثيرا ما يجد الصحفي نفسه أمام جدلية حقيقية فلديه وسيلتان لتبليغ رسالته «الكلمة والصورة» وهو يحاول أن ينسق بينهما لتحقيق غايته، ولكن قد يفشل الصحفي في إيجاد الصورة المناسبة لمقال مهم فيلجأ إلى طرق تنتهك ميثاق شرف المهنة ويتم تركيب تلك الصورة لتأدية الغرض وخداع القراء، وتحفل الصحف والمجلات بصور مركبة قد لا ينتبه إليها إلا المختصون.
وعرض الدكتور أحمد اليوسف رئيس تحرير سعودي جازيت في ورقته بعنوان «الصورة مؤثرة» عدد من الصور لأحداث المجاعة في أفريقيا وصور مؤثرة لأحداث سيول جدة، كذلك صور مؤثرة لأعمال الإرهابيين التي حصلت في الرياض.
وقال الدكتور أحمد الجميعة مدير تحرير في صحيفة الرياض في ورقته بعنوان «الصورة الصحفية»: تعد الصورة من أقدم وسائل الاتصال التي عرفها الجنس البشري في عصوره المختلفة وهي مادة اتصال تقيم العلاقة بين المرسل والمتلقي، مشيرا إلى أن الصورة لم تعد عنصراً جمالياً أو تسويقياً فقط بل عنصر إعلامي وظيفي تعبر عن الأفكار والآراء كما تعبر عن الأخبار والأحداث بل إنها من أكبر أدوات الإرشاد والتوجيه.
وكشف الدكتور أسامة الجوهري أمين عام مؤسسة التراث الخيرية أن العمل يجري حاليا على تنفيذ المرحلة الثانية لمشروع الأرشيف الوطني للصور التاريخية لمصلحة مكتبة الملك فهد الوطنية والذي سيتم الانتهاء منه في غضون أشهر من الآن، مشيرا إلى أن المشروع يتضمن 14 ألف صورة تم جمعها من عدد من المصادر المختلفة من داخل المملكة وخارجها.
وقال: تعمل المؤسسة على تعزيز المفهوم الوطني للتراث وتأكيد أهميته بتلمس السبل التي تجعله عنصراً متجدداً يستمد عراقته من الماضي ليسهم في انطلاقة حضارية واثقة إلى المستقبل، مشيرا إلى أن المؤسسة حرصت منذ تأسيسها على الإسهام في التوثيق التاريخي، وتعد الصورة واحدة من أهم وسائل التوثيق فهي مصدر رئيس من مصادر التوثيق العلمي والقانوني والتاريخي إلى جانب الاكتشافات الأثرية والشواهد العمرانية والمخطوطات والإحصاءات الرقمية والتسجيلات الصوتية والأفلام المتحركة والمرويات الشفهية وغيرها.
وقال: لقد بدأت المؤسسة في مشروع الأرشيف الوطني للصور التاريخية عندما تبنى فكرته صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض آنذاك المشرف العام على مكتبة الملك فهد الوطنية رئيس اللجنة العليا للاحتفال بمرور 100 عام على تأسيس المملكة وذلك بالإعلان عن إنشاء الأرشيف الوطني للصور التاريخية خلال رعاية سموه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين حفل الافتتاح الرسمي لمكتبة الملك فهد الوطنية في الخامس من رمضان سنة 1417هـ، وتوج ذلك بصدور موافقة المقام السامي الكريم على إنشاء الأرشيف الوطني للصور التاريخية بمكتبة الملك فهد الوطنية، مؤكدا أن المؤسسة حرصت على إعداد أرشيف صور الملك خالد رحمه الله ومعهد العاصمة النموذجي.
وقال الدكتور عبدالله الرفاعي الأستاذ المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مداخلة خلال مشاركته في الملتقى: من بداية تاريخ الصحافة السعودية إلى اليوم الصورة الصحفية لم تأخذ مكانها المناسب التي تعتبر أساس الموضوع الصحفي، لا تزال تابعة للمادة الصحفية، مشيرا أنه في العالم الآن يعرف الكثير من الصحفيين مهمتهم رصد الصورة وفي الغرب هم من أغلى الصحفيين أجورا.
وقال: الصحفي سلاحه الكاميرا سواء في الصحافة المطبوعة أو التلفزيونية هذه إلى الآن ليست موجودة لدينا والغريب أن المجتمع السعودي تطور أكثر من المؤسسات الإعلامية السعودية فقنوات التواصل الاجتماعي تعتمد كثيرا إلى الصور وعليها تعليقات، فنحن نبحث عن شيء اسمه «صحفي» مهمته ملاحقة الحدث فقط.