يقولون قديما في الثناء على بعض المتحدثين (فلان يغرف من بحر) أي أن علمه بحجم البحر، فهو يتحدث ويتحدث ويغرف من بحر والذي يغرف من البحر مهما غرف وأخذ منه لا ينقص من البحر شيئا، وهذا المثل كناية عن العلم الغزيز لدى بعض المتحدثين أو الكتاب فهم في حديثهم أو كتبهم يغرفون من بحر، وهذا المثل يضعنا أمام شريحتين من الناس فالشريحة الأولى حين تكتب أو تتحدث تبدع وتوثق حديثها بنقول عن الآخرين من أصحاب التجارب، ولديهم في كل حديث الجديد والمفيد وتلمس من حديثهم الغزارة والإلمام الكافي بما يتحدثون فيه.
وأما الشريحة الأخرى فحديثهم ما بين حديث لا يحمل الجديد بل هو تكرار في تكرار، أو غير كاف لإشباع رغبة المستمع.
الفارق بين الشريحة الأولى والأخرى هي باختصار التزويد المعرفي مستمر لدى الأولى ومتوقف لدى الثانية التزويد المعرفي يقوم على القراءة والنقاش مع المميزين علميا والتواجد في البيئة العلمية بعدها ستجد نفسك أمام منبع ثري بل بحر غزيز تنهل منه وتقدم المعلومة والفائدة للآخرين، وأما إذا كنت مقصرا في تزويدك المعرفي فلم نفسك إذا لم تنجح في الحديث والكتابة!
xdxdxdxd99@gmail.comللتواصل: على التويتر @yousef_alateeg- فاكس 2333738