في سلسلة تغريداتك ظهرت مردداً بصيغ مختلفة ما يردده جمهور تويتر خلف أسماء وهمية غالباً أو مستعارة أحياناً كثيرة، أو حقيقة بشكل أقل.
الحقيقة إنني أحترمك، وأجدك مختلفا وعميقا ومنفتحا في نسختك المحسنة والمطورة، شخصياً تعجبني أحياناً، إلا أن ما غردت به مطولاً ليس جديدا، حتى في لبوسه الانتهازي لمرحلة.
ذكي..؟ نعم. مستوعب لما حولك؟. بكل تأكيد. قادر على الوصول والتواصل؟. بل مبدع فيه.
ولديك الكثير وأنت مكسب لناسك وجماعتك.
ينقصك الحديث بضمير وطني واضح لا ريب فيه! بعيدا عن الإشارة - (هذا بلد)، ولهذا البلد- ودون ذكر اسم “السعودية”!، كم تمنيت أن تقول- على الأقل - وطني، بلادي، من أجل أن أفهم الخصوصية والحرص والخوف الذي تحدثنا به ومن خلاله، للوطن، وليس لفئة، أو خلافة الأرض دون جغرافيا حديثة مثلا!
لو فعلت فإن ما قالت بعموميته هو مطلبنا، في حدود الوقائع لا القفز بها أو عليها، في حدود الحق العام والخاص، وهل أجمل من العدل وحقوق الإنسان، والقانون، والمدنية؟
إلا أني توقفت كثيراً عند قولك (ابتزاز المواطنين بقضية (شهداء الواجب) متاجرة بدماء الرجال الأبطال (رحمهم الله).. كلنا مع شهداء الواجب ومع إطلاق الأبرياء أيضاً..)!،
هم من حاربوا الإرهاب وقتلوا من أجل حفظ أمننا يا شيخ، ولا يجوز حشرهم في مشروع تغريدات أو ابتزاز!
يروقني الأذكياء مهما اختلفنا، ويلفتني من يتسربون للهم داخل الوعي ليسجلوا حضورا استثنائيا، لكن في الرصيد الكثير من الغصة، والظلم أيضا!
أطلب منك أيها الشيخ الدكتور أن تعتذر أولاً، ليس عن تطور أفكارك فهذا ايجابي، وتطور يعكس وعيك الخاص.
ولكن الاعتذار من ضحايا فكر الماضي، فكر “الكاسيت”، والتهيج والجهاد والنفير والعنف، القذف والتشويه لشيوخ أو أشخاص، حيث نهج دعاة ما يسمى بالصحوة.
قصة ماضي ليس عيب نفضه، ومواجهته هي عز الطلب، لتعتذر من ضحايا عقود مرت، ضحايا فكر قديم قاد البعض للإعاقة الفكرية وللعقوق، وللسجون، بل وللموت!
فابعد الرقص على ضحايا الفقر والحاجة والجهل، تضخمت أرصدة رجالات الصحوة وقيادات تياراتها الفكرية والدعاة، وأصبح الثراء مكشوفا!
أتحدث عن اعتذار إنساني، نريدك أن تنظر للماضي بعين الناقد النادم وتحدثنا أولاً ولو لمرة واحدة، معترفاً ببعض أخطاء مرحلة تنظيمية أو حزبية،
كما إعلان براءة من تنظيم سياسي إسلامي محلي أو دولي هدفه القفز في الفراغ للوصول إلى سلطة مطلقة، أرغب أن تحدثنا كوطني لا يشق له غبار، وطني “سعودي” إن كنت قادرا على حمل أو تحمل الوصف.
احترمك وأنت عندي ظاهرة تستحق التبصر، والاحترام يكتمل لو اعتذرت لجيل الصحوة عن أخطاء الماضي.. بعد أن سالت دماء وعلقت الخطب الحماسية حبل المشنقة حول عنق جيل!
وان كانت الشجاعة مقدرة.. إلا أن شجاعة التسامح والاعتذار أولا..
“على المؤمن أن يخاف مؤاخذة الله له في الآخرة (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله) ويحذر أن يلقى الله بمظالم يعجز عن الاعتذار عنها...”
ألا يستحق وطنك وأبناؤه الاعتذار يا شيخ..؟!