.يرى - مفتي سوريا - أحمد حسون، أن الدفاع عن النظام الحاكم، هو: «فرض عين على جميع الدول العربية، والإسلامية»، وأن الوقوف في وجه الجيش السوري، يعد: «خيانة ، واستهدافاً للصمود، والمقاومة التي أعدت للمعركة الفاصلة ضد إسرائيل»، وكأن الإصرار الذي يمارسه المفتي على تجميد انتفاضة الشعب السوري، لن يعود عليه إلا بالهلاك، أو أن رفع شعارات الممانعة، ستهدد إسرائيل. مع أن العالم يشهد أنه لم تحدث أي خروقات في الجبهة الدافئة بين الدولتين، بل كان النظام السوري متخاذلاً مع العرب، ومتحالفاً في الباطن مع إسرائيل، وإيران.
يعلم مفتي سوريا، أن النظام لن يستطيع إحداث التحولات الديمقراطية في البلاد، كونه يتقاطع مع طبيعته القائمة على القتل، والقمع. فهو من أوصل شعبه إلى المأزق التاريخي الحالي؛ لإسرافه في استخدام أقذر وسائل القتل بالأسلحة الثقيلة، الأمر الذي يعد انتهاكاً صريحا لحقوق الإنسان، وجريمة يعاقب عليها القانون الدولي.
كان لزاماً على مفتي سوريا، أن يكون لسان حق في مواجهة الطغيان، والنظر لمصلحة شعبه، وحقن تلك الدماء الزكية، التي تعددت هويتها الروحية الإثنية، والسياسية، فما يحدث في سوريا، هي ثورة شعبية حقيقية، دون خداع الرأي العام العربي، والعالمي؛ من أجل مواصلة المجازر ضد المدنيين، وإيصال رسالة خاصة للنظام السوري؛ للاستمرار في جرائمه.
في تقديري، أن مثل هذه الشخصيات الدينية، تجاوزها الرأي العام منذ أن وقفت إلى جانب النظام، وامتلأت تصريحاتها بالأكاذيب المفضوحة. كما أن الكتابة عن تلك الطبقة، التي تعمل لرسم مطالب النظام الفاسد في الخارطة السياسية، والتي تنفر كل نفس أبية منه، ومن ممارساته، لا تهم المواطن السوري، وذلك في ظل تواصل الانتفاضة المناهضة للنظام، والانشقاقات التي تصدر عنه، وعن قواته النظامية، وتصاعد الاشتباكات معها.
الانجرار وراء العواطف في هذه المرحلة لن يفيد، وبقراءة سريعة لما يحدث على أرض الواقع، تؤكد لنا: أن النظام يواجه أزمة حقيقية، وأن النصر سيكون حليفاً للشعب السوري، ثم إن بوادر اليأس للنظام القاتل لشعبه، تبشر بقرب هزيمته، كونه لم يفهم رسالة شعبه، وإصراره على نيل حريته، وكرامته الإنسانية، والعمل على تحقيق العدل. وسينتهي المشهد بإزاحة المجرمين، وإسدال الستار على حقبة قمعية، عاشتها البلاد أكثر من أربعة عقود من الزمن.
drsasq@gmail.comباحث في السياسة الشرعية