|
المدينة المنورة - علي الأحمدي:
قال صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع إن والده الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - أوصى أبناءه قبل رحيله بعدة وصايا منها اعتماد سياسة الأبواب المفتوحة وعدم ردّ أصحاب الحاجات، وكان يرى أن الله تعالى أكرمه بهم ليزيد في حسناته فكيف يردّهم، كما أوصاهم بالبشاشة عند استقبال الناس وعند قضاء حوائجهم وعند توديعهم، مؤكداً أن الأمير سلطان - رحمه الله - لم يكن يعمل من فراغ بل عن عقيدة وإيمان وفلسفة استراتيجية جامعاً بين الدين والدنيا وعمارة الأرض وعمارة الآخرة. جاء ذلك في محاضرة لسموه مساء أمس بالجامعة الإسلامية بعنوان «المواقف الإنسانية في حياة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله -»، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء، وجمع من المسؤولين والعلماء والأدباء والمثقفين الذين دعوا لحضور المناسبة ضمن برنامج الجامعة الثقافي لهذا العام.
واستهلّ سموّه محاضرته بالحديث النبوي: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو من علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له»، قائلاً في إشارة إلى والده الأمير سلطان بن عبد العزيز -رحمه الله -: أما الولد الصالح فأنتم أبناؤه الذين لن يبخلوا بالدعاء له والتضرع إلى الله طالبين له المغفرة والرحمة، وأما العلم النافع فمشروعاته العلمية والتعليمية والبحثية وإقامة المسابقات في مختلف المجالات التي كلها خير شاهد على ذلك العلم، وأما الصدقة الجارية فمشروعاته الإنسانية والخيرية والعلاجية، وما أوقفه من مال في سبيل استمرارها خير دليل على ديمومة الصدقة التي نرجو أن تشفع له يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وأكدّ الأمير خالد أن الحديث عن الجوانب الإنسانية في حياة والده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - «موضوع يسعده على الرغم من صعوبته على نفسه ، فسموُّه كان المثل الأعلى والقدوة الحسنة أباً وقائداً، وقلباً ممتلئاً رحمة، وروحاً تفيض حناناً، موضحاً أن الحديث سيتركز على فلسفته الخاصة في كل جانب من تلك الجوانب التي تشمل الحقول الإنسانية والتعليمية والبحثية والثقافية والخيرية والعلاجية والتنموية والعسكرية، لأنه لم يكن يعمل من فراغ بل عن عقيدة وإيمان وفلسفة استراتيجية جامعاً بين الدين والدنيا بين عمارة الأرض وعمارة الآخرة. وقال سمّوه إن مواقف والده - رحمه الله - كلها كانت محكومة بعدد من المبادئ التي التزمها في حياته وأوصى بها أبناءه قبل رحيله. ومثّل لها بثمانية نماذج هي أن خدمة المجتمع وتيسير أمور المواطنين فرض واجب على كل مسؤول، وأنّ العمل في صمت والسعي إلى الخير بلا مراءاة، كما أنه كان يرى ألا منَّة على أحد مهما امتدت المشروعات داخل المملكة أو خارجها مصداقاً لقوله تعالى: (قول معروف خير من صدقة يتبعها أذى)، وكان يعتمد الرؤية الإنسانية الخالصة من دون تحيُّز لدين أو عرق أو جنس أو نوع، إضافة إلى اعتماد سياسة الأبواب المفتوحة وعدم ردَّ أصحاب الحاجات، فالله بهم يكرمنا بالحسنات فلا ينبغي ردها، كما كان من خلقه ووصيّته البشاشة ومخالطة الناس بوجه طلق، بشاشة في الاستقبال، وبشاشة عند قضاء حوائج الناس، وبشاشة عند التوديع، وكان يردِّد قول العزيز الحكيم (ولو كنتَ فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك)، ويضع نصب عينيه منهج العدل، فعدل ساعة أفضل من عبادة ستين سنة، وكذلك الرحمة، إذ كان يوصي بها ويذكر قول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام (الراحمون يرحمهم الرحمن) و(من لا يَرْحم لا يُرحم). وشهدت المحاضرة عدداً من المداخلات من القاعتين الرجالية والنسائية كما شهدت قصيدة عن مشاعر طلاب الجامعة تجاه سلطان الخير ألقاها الطالب بكلية اللغة العربية أيمن منصور من جمهورية سورية، كما ألقى الطالب محمد أبو بكر صو قصيدة. كما قدّم الطفل عبد الله الجريد من مدينة حائل الذي التقى الأمير سلطان - رحمه الله - حين كان عمره عاماً ونصف وتكفل سموّه حينها، بنفقة علاجه حيث أجريت له عملية صعبة في ألمانيا لمعالجة التواء في العمود الفقري على نفقة سموه، وقال الطفل: أترون تلك الابتسامة؟ هل رأيتموها تفارقهوماً؟ جئت اليوم لأعبر عن شكري لله تعالى ثم للأمير سلطان الذي أحببته من قلبي. وفي ختام المحاضرة قدّم معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا هديّة تذكارية لصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان.
(تفاصيل موسعة في عدد الغد)