كم كلمة تقرأ في الدقيقة، وكم كلمة تنهال على جهازك المحمول..
أو كم كلمة تسمع وكم صورة وكم مقطع تسمعه، اليوم أنت تفتش عن الصمت، اليوم أنت بحاجة إلى أن تتأمل في ملكوت الله بنفسك ودون وصاية من أحد..
حين تقرأ قول الله تعالى: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ومَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عظيما).
ميزان عظيم
يحسن الاحتكام إليه في تقييم الكلام وأنواعه واشتراطاته..
فمن النادر اليوم تجد من يشتغل وفق هذا الميزان القرآني المحكم فمن متكلم باحث عن سلطة ومن متكلمة تجمع مالاً من مستمعاتها..
يبيعون قال الله وقال الرسول ويستغلون دافعية الناس لسماع القول الديني فصاروا يتخذونه تجارة.
بل إن أحدهم يبيع كلامه بخمسين ألفاً لثلاثين دقيقة في الفضاء.. ويعد نفسه مصلحاً.
إن التربح بالإصلاح مكشوف ولا يمكن ربطه بالإصلاح الحر الباحث بإخلاص عن مصالح الناس ورفاهيتهم وأمنهم وتنميتهم.
النجوى التي ترفع من قدر المؤمن وتجعله في مكانة الصالحين الموقرين هي تلك التي تجئ خالصة لوجه الله لا تغلف بحلوى ولا تتخذ من محاربة الناس وتصنيفهم سبيلاً..
أو تتخذ التهديد بإثارة الفتن سلماً لنيل تصفيق المريدين أو بحثاً عن حلم سلطوي قديم!..
لا خير في نجواهم وهم يحتربون وهم يصنفون وهم ينزهون بعضهم وينالون من الآخرين القول الديني اليوم خير له أن يقرأ صافياً بلا بصمة فلان أو نكهة فلانة خير للناس أن يتعلموا ويدركوا أن الله من علينا بإكمال ديننا بنبينا محمد فلا رسل ولا أنبياء بعده، وما نسمعه اليوم وما نراه ليس من النجوى الخالصة لوجه الله فهي مغموسة برائحة المرابحة والشره المالي الذي يستغل البسطاء ويحلب جيوبهم بين كتاب وتطبيقات هاتفية ودورات وبيع كثير للوهم تحت لبوس الدين.
فاللهم اجعل نجوانا خالصة لوجهك الكريم وليحمد الله ويشكره كل من قال قولاً حسناً وعينه ليست مسمرة على جيوب الناس.
f.f.alotaibi@hotmail.comTwitter @OFatemah