يمكن القول إن السمة التي تطغى على وصف مرحلة الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله) هي التعليم الجامعي.. ففي عهده تضاعف هذا القطاع التنموي الحيوي من حيث عدد الجامعات والكليات والتخصصات والبرامج والأساتذة والمحاضرين والباحثين والطلبة.. أما الابتعاث فتلك قصة أخرى.. كلها أمل وطموح وامتنان.
يشهد التعليم العالي في بلادنا قفزات واسعة في العدد والعدة.. مكنته أن يكون قائد قطاعات التنمية في نسبة النمو السنوية خلال الأعوام الستة الماضية.. وما حدث ويحدث فيه يعتبر ثورة لم يشهد التعليم العالي في بلادنا مثلها منذ نشأته.. وهي ثورة سوف تنقل الفرد السعودي من مواطن محلي إلى مواطن عالمي.. تؤهله كفاءاته للنجاح في أي مكان في العالم.. حيث أثبت العصر الحديث أن الطاقات البشرية هي المورد الأهم والأقوى تأثيراً من بين كافة الموارد الأخرى.. والمورد البشري لا يقوم ولا يقوى ولا يتقدم دون نور العلم.. فالتعليم ولا شيء غير التعليم هو الذي يقود الفرد والمجتمع إلى مكانه ويحدد مكانته ويقرر مستوى معيشته.. والمطلوب من الجامعات تأهيل أفراد ذوي اتجاهات ومفاهيم وقيم بناءة معاصرة عملية تدعو إلى التقدم وتقدّر المتقدمين.
المطلع على الأدبيات المنشورة عن التعليم العالي السعودي يجد أن الناظم الفكري لاستراتيجيات التعليم الجامعي يقوم على ثلاثة محاور رئيسية.. الأولى: تعليم نوعي يُخَرِّج كفاءات مؤهلة فنياً ومهارياً.. متوائمة مع متطلبات سوق العمل.. ومزودة بالقيم والمعارف المحَفِّزة بما يجعلها قادرة على المساهمة بفاعلية في التنمية.. والثانية: بحوث ودراسات استشارية تدعم الابتكار وتخدم قضايا المجتمع المحلي والوطني وتتصدى لمشاكله كأولوية.. والثالثة: خدمة مجتمعاتها وتلبية حاجاتها بما يعزز التنمية المستدامة.
لا شك أن الجامعات هي حجر الأساس في نجاح أي خطة تنموية.. وهي حجر الزاوية في تهيئة الطاقات السعودية لتحقيق الأهداف التنموية في السوق السعودية التي تعتبر الأكبر حجماً في الشرق الأوسط.. ويتوقع لها أن تنمو بشكل كبير في الأعوام القادمة.. وهذا يتطلب طاقات بشرية هائلة يجب أن تكون مؤهلة علمياً وثقافياً وقادرة على الاضطلاع بمهامها العملية بدرجة تدفع إلى النجاح.
جامعة جازان أحد دعائم التنمية.. وما فوزها بجائزة اتحاد الجامعات العربية.. إلا تكريم مستحق لما تحقق على أرض الواقع (وهي جامعة ناشئة).. وهذا يجعلنا نأمل في مستقبل زاهر باهر ينقلنا مواطنين ووطن إلى المستوى العالمي الذي ننشده ونستحقه.