يخطئ بعض لاعبي فريق الاتحاد لكرة القدم إذا كانوا يعتقدون أن لهم (جميلة) على النادي الكيان الكبير؛ من جراء قبولهم أو تنازلهم عن مواعيد استلام بعض حقوقهم المادية بعد أن حان موعدها في وقت سابق؛ من أجل السماح لإدارة النادي بإضافة محترفين جدد في فترة التسجيل الشتوية التي حلت في شهر يناير الماضي، وأن تلك الجميلة تعطيهم الحق في الضغط على النادي والكيان متى شاؤوا والتلاعب به كيف أرادوا وعلى طريقتهم. والغريب أن هناك من يؤيدهم على ذلك بطريقة مباشرة وغير مباشرة، منهم أعضاء في مجلس الإدارة ومسؤولون في الفريق!
الموضوع فيه خلط كبير، بل مفهوم قاصر عند البعض، يفترض أن لا يقعوا فيه إطلاقاً. ما فعلوه (جميلة وليس جميلة) في الوقت نفسه، وسأوضح ذلك. اللاعبون (أولاً) لم يتنازلوا عن حقوقهم وإنما أجلوا مواعيد استلامها، ولو أصروا عليها لتسلموها، ولدُبرت لهم بطريقة أو أخرى كما حصل مع لاعبين آخرين (خارج الفريق حالياً) عندما رفضوا التأجيل أو الجدولة فدُبرت مبالغهم كاملة، وسُلمت لهم من لجنة الاحتراف. والقبول كان استجابة لطلب ورغبات مسؤولي النادي ومن أجلهم؛ وبالتالي فإنها (جميلة) لهم أو عليهم، وليس على النادي، خاصة أنها جاءت على طريقة (تكفى وعشاني وعشان خاطري)؛ فهي من أجل ومحسوبة على الأشخاص، وحتى لو كانت من أجل النادي مباشرة فإن (خير) النادي و(جمائله) الكثيرة (رياضياً) عليهم جميعاً تسبق كل ذلك، وأكبر منه بكثير، بل إنها تتجاوز كل حدود وإمكانية التضحية مهما كان ومهما فعلوا. وعندي فضل النادي على لاعبيه جميعاً مثل فضل الأم على ابنها؛ فاللاعب مهما أعطى وقدم وضحى يظل فضل ناديه أكبر وأسبق، ولن يستطيع أن يوفيه ـ مع فارق التشبيه ـ فالإنسان مهما فعل في دنياه لأمه التي حملته (كرهاً ووضعته كرهاً) وربته وأنشأته حتى صار رجلاً لن يستطيع أن يوفيها (ولا بزفرة واحدة).
حلق في الجو
هو الشعار الذي اختارته الإدارة العامة للنشاطات الشبابية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب باكورة برامجها الشبابية لإقامة معسكر شبابي رياضي منوّع، يجمع عدداً من الشباب من مختلف مناطق المملكة، عددهم إلى مائة، وهو المعسكر الذي يختتم غداً في الطائف، وذلك استفادة من ميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب، التي وُضع فيها لأول مرة (بند) خاص للصرف على الأنشطة الشبابية مقداره ثلاثون مليون ريال لعام واحد، وهو مبلغ زهيد، لا يتجاوز (مقدم) عقد لاعب كرة قدم واحد من لاعبي نجوم الشباك في نادٍ كبير، غير أن التخصيص كان مفرحاً ومبهجاً جداً للشباب والمهتمين بالفعاليات والأنشطة الشبابية وبرامجها المختلفة الداخلية والخارجية، سواء الترويحية منها أو برامج الخدمات العامة المتنوعة، على اعتبار أنه سيطلق كثيراً من الأنشطة، ويعطي مساحة وفرصة لتنفيذ العديد من الأفكار والبرامج غير التقليدية التي تتناسب والمرحلة الحالية من انشغالات واهتمامات الشباب، ومعسكر (حلق في الجو) خير شاهد، والمنتظر أن يكون التحفيز المقدَّم في مثل هذه المناسبات والمكافآت التي ستُخصص في المعسكرات (العتيقة المعروفة) تغيُّراً هو الآخر وتحسُّناً عن السابق؛ ليكون مناسباً ومجزياً، وأن تتجاوز (مثلاً) مكافآت معسكر خدمة الحجيج في المشاعر المقدسة مبالغها المخصصة، سواء للكشافة أو القادة، رمزيتها الضعيفة التي مضى عليها ما يقارب نصف قرن دون أن تتغير(!!)
كلام مشفر
* خرج كثير من الاتحاديين ببعض التفاؤل من اجتماع مجلس هيئة أعضاء الشرف الأحد الماضي في النادي. كان الحضور كبيراً، والنقاش ساخناً، والأحاديث بلا قيود أو مواربة. خطوة جيدة وموفَّقة، تُسجَّل لرئيس المجلس الجديد، ولكن الطريق شاق وطويل، والمشوار صعب، والملفات كثيرة وساخنة، إلا أن البداية محفزة جداً!
* يبدو أن مخاوفي من ترشيح الدكتور حافظ المدلج لمقعد رئاسة الاتحاد وقعت. كتبت هنا أنني أخشى أن يتحول ملفه إلى (أرنب سباق) الانتخابات، وغضب ولامني بعض الأصدقاء والمتابعين، وها هي الأنباء تشير إلى (انسحاب) الدكتور لصالح السركال. إن حدث فهو نفس ما يفعله أرنب سباق ألعاب القوى.
* قلت كثيراً إن لجنة الحكام الرئيسية لكرة القدم برئاسة عمر المهنا هي التي تضع البنزين بجوار الوقود، و(تشعل) حولها النيران ببعض قراراتها واختياراتها غير الموفقة وإصرارها على بعض الأخطاء، ومن ذلك تكليف حكام مناطق لمباريات من مناطقهم نفسها، كما هو تكليفها الحكم فهد العريني لمباراة أبها والنهضة القادمة، وهو من حكام المنطقة الشرقية.
* الحكم شوهد في مدرجات مباريات للنهضة إلى جوار رئيسه المهنا (النهضاوي المعروف)، ولك أن تتخيل مشاعر وخلفية لاعبي ومسؤولي الفريق المنافس للنهضة، وموقفهم من أي خطأ يرتكبه العريني لصالح منافسهم. هذا مثال جديد على عناد اللجنة؛ ما يعرض بعض حكامها لمواقف حرجة، آخرهم عبدالرحمن العمري.
* على إدارة ومسؤولي الفريق الاتحادي لكرة القدم أن يفرقوا بين جمائلهم وجمائل النادي، وحقوقهم وحقوق النادي؛ فليس مخولاً لهم التنازل عن حقوق وهيبة وكرامة النادي لأي لاعب مهما كانت مخاوفهم أو علاقتهم به.
* أنسب وصف لمعسكر الفريق الاتحادي في الكويت هو أنه معسكر (التسيّب والعشوائية والفوضى). التسيب بدأ برفض ستة لاعبين السفر إليه، بعضهم من غير عذر، ولا تعرف الإدارة عنهم ولا لهم مكاناً. والعشوائية تظهر من تحول المعسكر من الدوحة فجأة إلى الكويت. أما الفوضى فهي - بلا شك - أن تذهب لمعسكر لا تنظمه ولم ترتب له مباريات ودية، ولا تكتمل في التمارين، ولا يكون معك إلا حارس مرمى واحد. وأعتقد أن الوجبة المفضلة في المعسكر كانت (سمك لبن تمر هندي)!!