أغلبُ قبائلنا الشماليَّة الرحالة التي تجوب براري الشرق الأوسط كانت تتحاشى مرعى يسمى «العفايف» لربما يقع في الصحراء السورية أو «بادية الشام» والعفايف موضع التحاشي هي مُجرَّد «تله» أو تلال صخرية «غرانيتية» وطبشورية تقبع هادئة في الصحراء وحينما تمخرها الرِّياح تصدر أصوات متنوّعة النغمات من خلل الصُّخور الرقيقة التي تنحتها الريح بالطبع كان البدو يعدّون تنغمات الريح صوت «صفير الجن»، ثمَّ يرتحلون بعيدًا عن مملكه جن العفايف والأسطورة التي لا يكذبها البدو تقول: إن ثمَّة قناصًا بدويًا كان يحمل صقرًا ولديه كلبان سلوقيان فرأى صقرًا يحوم في الأفق فأطلق صقره وسلوقييه وأخذ يجري خلفهما ولمَّا وصل تبة عالية وجد سلوقييه رابضين وصقره منحني الرأس وكان الصقر المطارد فوق صخرة عالية وقال له: «مارأيك في جري» عمك نايف لم يلحقه سلوقيان وطيريان آئنذاك قال له الصقر: المطارد كما تحكي الأسطورة، ما رأيك بالصقر المطارد من التنهات إلى العفاف وما رأيك بسرعة عمك نايف؟