قبل أكثر من ربع قرن ووزارة التعليم العالي تسير بثبات وعقلانية في تحقيق رؤية تعليمية عالية الجودة..
كانت الوزارة ترسم مع الجامعات الكبرى التي نشأت منذ ما يزيد عن نصف قرن خطط التعليم العالي من خلال مخرجات التعليم في كثير من التخصصات النادرة.
وتبين ذلك بعد عقود من الزمن أهلية خريجي تلك الجامعات في تميزهم العلمي والإدراي.. الذين يقودون الوطن بكفاءة عالية تحت ريادة ملكية متميزة على مر الزمن.
وهذا النجاح المحكم لوزارة التعليم العالي في سياستها مع الجامعات التي نهضت بالتعليم في ذلك العصر إلى عصرنا الحالي كجامعة الملك عبدالعزيز جامعة الملك سعود وجامعة الملك فيصل وجامعة الملك خالد والملك فهد والإمام محمد بن سعود الإسلامية أثبت قدرتها على مسايرة التعليم رغم قلة الجامعات في المملكة.
وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري استطاع خلال سنوات أن يبني التعليم العالي من خلال طرح السياسات التعليمة التي تلقاها دعماً مباشراً من حكام الوطن إلى عهدنا الكبير والزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-.. فأوجد جامعات ناشئة في التعليم العالي في مناطق ومحافظات المملكة كرؤية إستراتيجية يقودها الملك وولي العهد ونائبهما -حفظهم الله- بدعمهم المباشر لوزارة التعليم العالي لتحقيق سياسة التعليم العالي في كافة مناطق المملكة.. ليجد أبناء وبنات الوطن تعليمهم العالي بين أهلهم وذويهم في مختلف التخصصات التي يحتاجها سوق العمل.
لم يكتف الوزير العنقري ومساعدوه بما أنعم الله على هذه البلاد برؤية ولي أمر يقود الوطن إلى ما هو أبعد من ذلك في إيجاد رؤى بعيدة لتلقي أفضل وسائل التعليم في العالم ونقل حضارات التعليم ومستجداته إلى أذهان الأجيال.. عندما تبنى معالي الدكتور العنقري سياسة الابتعاث الخارجي المكلف مادياً.
وهو الرصيد الوطني على مر العصور لأولئك الأجيال في إدارة وطن على قدر كبير من العلوم والمعرفة العالمية أنه وطن كبير حينما تجد أجيالاً تهافتوا على التعليم العالي في بلدان شتى تميزت بالتعليم، بل أنهم تفوقوا على أهل تلك البلدان الكبرى وطلابهم.. هنا تأتي الجامعات وفق رؤية علمية لتكون مأمن وزارة التعليم العالي على أساس أن رؤية الجامعة لمعيديها أن يكونوا مستعدين للابتعاث الخارجي لمواصلة التعليم العالي في شتى البلدان المتميزة عالمياً.
ولم يأت هذا الابتعاث خبط عشواء بل إنه يرسم الخطط الإستراتيجية البعيدة المدى ليكون أولئك المحاضرين قد اكتسبوا المعارف المتقدمة من جامعات عالمية مميزة ليكونوا مضرب المثل في التحصيل العلمي.
من هنا لابد أن نكون أكثر واقعية حينما نتحدث عن الرؤية البعيدة التي أنتجتها سياسة التعليم العالي عندما توفد الدارسين من الجامعات والتعليم العام حاملي الثانوية العامة في مشروع الخير مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي.. أسهم هذا المشروع في تبني سياسة الاكتساب الثقافي الدولي كحضارة عالمية تنتج الفكر المميز والمحافظ على عاداته وقيمه.
رأي.. ربما لو تفضل وزير التعليم وزملاؤه وهم المعروفون بتقبل الآراء ودراستها كثقافة عرفوا بها في وزارتهم المباركة بتبني سياسة جديدة في عملية الابتعاث بالنسبة لحاملي الثانوية من الجنسين حينما يقبل الطالب أو الطالبة للابتعاث يمنح دورة سنة كاملة بفصلين متتالين لمزيد من منحهم الخبرة في التعامل مع الدراسة الخارجية وغرس القيم والثقافة المبتعث إلى الدولة التي قبل فيها وكذلك معرفة مدى استعدادهم للدراسة والغربة معاً.
وهذا العام الدراسي يمنح المبتعث خلالها شهادة دبلوم ليستفيد منها مستقبلاً فيما لو لم تسمح ظروفه المواصلة الدراسية خارجياً.. أعتقد أن هذا الرأي ربما يساعد المبتعث على التهيؤ النفسي والمعنوي لما هو أصعب مستقبلاً.
من هنا أؤكد على مقام الوزارة ممثلة في مجلسها وأمينها وأعضاء لجان الابتعاث دراسة هذه الرؤية بتمعن ومدى فعاليتها للمبتعث منة خلال الرؤية الفاحصة مع الطلبة الذين ابتعثوا أو ذويهم كأقرب من تأثروا برحلة الابتعاث في سنتها الأولى.
رأي.. وقد ترى وزارة التعليم العالي استحداث إدارة عامة مستقلة ومتخصصة من الجنسين تحت مسمى (إدارة أحوال المبتعثين أو علاقات المبتعثين) ترتبط بالوزير مباشرة قيمتها الإستراتيجية في مشاركة كل مبتعث همه وفرحه وتلقي معاناته مباشرة عبر التواصل الاجتماعي واستثمار وسائل التقنية الحديثة في مثل هذا الأمر.
وتكون هذه الإدارة مشكلة من عدد من الموظفين والموظفات المتخصصين في التقنية وآخرين تعرض لهم الطلبات وتدرس بصورة عاجلة وتمحص الطلبات ويرفع تقرير عاجل للوزير أو نائبة لحل أي معضلة للطلاب.. وتكون لغة اتصال وتواصل اجتماعي مع كافة المبتعثين.. ومتنفس لهم عند الحاجة ومتابعة أحوالهم.. بعيداً عن البيروقراطية ولغة الأوراق يحقق هذا الاطمئنان وإدراك الوزير ماذا هم عليه طلبة الوطن ويكون متواصلاً مع أبنائه وفق رؤية المليك -حفظه الله-.. وحتى لا يجد الطالب أن ظروفه تأخد منحى التباطؤ والتأخير.. فهم أمانة في أعناق وزارة التعليم العالي حتى يعودوا بإذن الله إلى أهلهم متميزين.
أخيراً نثمن عالياً للوزارة حرصها ولوزيرها العنقري ونائبه الدكتور السيف والزملاء في الوزارة حرصهم المميز والجميل المتمثل في تحقيق تطلعات ملك الوفاء أبو متعب وولي العهد الغالي الأمير سلمان الخير ونائبهما الأمير مقرن التواضع.
نعم تميز التعليم العالي.. بشيء يفوق التوقعات..
دمت وطني في ازدهار العقل وتنامي العلم وولاء الأجيال.
* إعلامي